سموه أعرب خلال قمة "دول التعاون مع الولايات المتحدة" عن تقديره لرفع العقوبات عن سورية
العلاقة الخليجية - الأميركية عززت مكانتها كشراكة ستراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية
نستذكر بالتقدير موقف أميركا التاريخي في قيادة تحالف تحرير الكويت من العدوان
مسيرة السلام المعطلة تستوجب ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
نتطلع إلى إطلاق مبادرات للاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال
الاجتماع ينعقد في ظروف دقيقة تتصاعد فيها الأزمات والنزاعات والتحديات غير التقليدية
لُحمة دول المجلس تجسّدت من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن المنطقة والعالم
نتطلع إلى تعزيز الجهود لضمان أمن واستقرار سورية وصون سيادتها ووحدة أراضيها
ملتزمون بالعمل لتحقيق الأهداف المشتركة من خلال تفاهمات تحقق آمال وتطلعات شعوبنا
أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أن "دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة"، وأن "الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار"، معرباً عن تطلعه إلى أن تكون "القمة الخليجية- الأميركية" خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارا وتوازنا وتكاملا يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
علاقة ستراتيجية
وقال سمو الأمير ـ في الكلمة التي ألقاها خلال القمة "الخليجية- الأميركية" التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض أمس ــ يطيب لنا بداية أن نعرب عن بالغ سعادتنا لعقد القمة، وأن أتوجه إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مقدرين للأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الترتيبات المتميزة لعقد هذه القمة وتقديرنا موصول لقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية.
وتوجه سموه بالشكر إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية لحرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول مجلس التعاون لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية.
شراكة تتخطى الأبعاد الأمنية
وأضاف سمو الأمير: "على مدى العقود الماضية عززت العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية مكانتها كشراكة ستراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات، مستذكرين بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990 وهو موقف يبقى حيا في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية".
وقال سموه: "ونحن ننظر إلى الاقتصاد كركيزة مركزية في شراكتنا ونتطلع إلى إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونثني على التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لا سيما الكويت في مجال الاستثمار متطلعين إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفا ستراتيجيا".
ظروف دقيقة
وأشار الى أن الاجتماع ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعدا في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول وقد جسدت دول مجلس التعاون وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها. وتابع قائلا: "لطالما تجسدت لحمة دول المجلس من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون ومن خلال مواقف دول المجلس المتحدة الصارمة في رفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ونمائها والمس بسيادة دولها على كل أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها".
ومن هذا المنطلق، أكد سمو الامير ـ باسم الكويت ـ على الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة الأميركية من خلال تفاهمات تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة.
وقال: على المستوى الإنساني والتنموي نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث وندعو إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية- الأميركية بما يضمن الاستجابة الفعالة والمستدامة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة.
القضية الفلسطينية
واقترح العمل على تأسيس منتدى خليجي- أميركي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري.
وفي إطار التحديات الإقليمية، أكد سمو الأمير على: التطلع إلى أن تجسد القمة مدخلاً لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها، ويأتي في مقدمتها مسيرة السلام المعطلة في الشرق الأوسط التي يستوجب معها ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تطلع إلى تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سورية وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها، معربين عن تقديرنا لإعلان الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عن سورية.
وجدد سموه الترحيب بالجهود الديبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية متمنياً أن تسهم الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي ونقدر جهود الولايات المتحدة الأميركية في حل النزاعات الدولية وإيقاف إطلاق النار بين الهند وباكستان والعمل على إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية.
نظام إقليمي
وأكد أن دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وأن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار وتطلع إلى أن تكون القمة خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارا وتوازنا وتكاملا يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وفي ختام كلمته، جدد سموه شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية على كرم الضيافة وللرئيس دونالد ترامب على مشاركته البناءة، متمنيا لمداولات القمة النجاح والتوفيق وللشراكة الخليجية - الأميركية دوام القوة والاستدامة.
سموه عاد إلى البلاد قادماً من السعودية بعد حضور القمة
عاد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن ظهر أمس قادما من المملكة العربية السعودية، بعد حضور سموه مؤتمر القمة الخليجية الاميركية الذي عقد في العاصمة الرياض.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله.
وكان سموه غادر والوفد الرسمي المرافق السعودية ظهر أمس بعد حضور سموه مؤتمر القمة، حيث كان في وداع سموه على أرض المطار الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي والأمير سلطان بن سعد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت رئيس بعثة الشرف وسفير الكويت لدى المملكة الشيخ صباح الناصر. ووصل سمو الأمير والوفد الرسمي المرافق لسموه صباح أمس، إلى السعودية، حيث كان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن وجاسم البديوي والسفيرين الأمير سلطان بن سعد والشيخ صباح الناصر والأمير فيصل بن عبدالعزيز أمين منطقة الرياض.
"ترتيبات متميزة" لعقد القمة
أعرب سمو الأمير عن تقديره للترتيبات المتميزة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي لعقد القمة وتقديره لقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية.
موقف أميركا من تحرير الكويت حي في وجدان شعوب الخليج
استذكر سمو الأمير بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990، مؤكدا أنه "موقف يبقى حياً في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية".
زيادة حجم الاستثمارات مع أميركا باعتبارها حليفاً ستراتيجياً
فيما أثنى سمو الأمير على التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لاسيما الكويت في مجال الاستثمار، تطلع إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفاً ستراتيجياً.
دعوة لبناء نظام إقليمي أكثر توازناً
أعرب سمو الأمير عن تطلعه إلى أن تكون "القمة خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارا وتوازنا وتكاملا يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
تأسيس منتدى "خليجي - أميركي" للحوار
اقترح سموه العمل على تأسيس منتدى خليجي - أميركي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري.
مبادرات للاستثمار في تحفيز المشاريع الصغيرة والبنية الذكية
دعا سمو الأمير في كلمته الى إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونثني على التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لاسيما الكويت في مجال الاستثمار
ترحيب باتفاق أميركا و"السلطة غير الشرعية" في اليمن
جدد سموه الترحيب بالجهود الديبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية.