طرابلس في قبضة "الهدوء الحذر"... بعد "أسوأ قتال منذ سنوات"!

طرابلس، عواصم - وكالات: بعد نحو ساعة من إعلان الحكومة الليبية وقف إطلاق النار، عم الهدوء الحذر العاصمة طرابلس أمس، فيما أكد سكان محليون أن المدينة شهدت "أسوأ قتال منذ سنوات"، وعبر سكان طرابلس الذين حوصروا في منازلهم بسبب القتال عن شعورهم بالرعب من العنف الذي اندلع بشكل مفاجئ في أعقاب تزايد التوتر بين الفصائل المسلحة على مدى أسابيع.

وبعد ساعات من تجدد المواجهات شهدت خلالها العاصمة ليلة جديدة من أسوأ لياليها، أعلنت وزارة الدفاع الليبية بدء تنفيذ وقف إطلاق النار صباح أمس، مؤكدة نشر وحدات محايدة في نقاط التماس لضمان التهدئة وحماية المدنيين، قائلة إن القوات النظامية باشرت باتخاذ الإجراءات لضمان التهدئة، لافتة إلى أن إجراءات التهدئة تشمل نشر وحدات محايدة في نقاط التماس، مؤكدة أن تعاملها مع التطورات الأخيرة جاء في إطار الواجب الوطني وبما يكفل الحفاظ على النظام العام.

من جانبه، أكد المجلس الرئاسي الليبي الوقف الفوري للاشتباكات المسلحة في مدينة طرابلس دون قيد أو شرط، والامتناع التام عن استخدام السلاح داخل المناطق المدنية، وحمل المسؤولية القانونية الكاملة لكل من يخالف التوجيه أو يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة، داعيا الأطراف كافة إلى الاحتكام للعقل والحوار، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أية اعتبارات أخرى، مشددا على مواصلة الجهود من أجل توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وبناء دولة القانون والمؤسسات، مهيبا بالليبيين التحلي بالصبر والوعي، وتجنب مناطق التوتر حفاظًا سلامتهم، مثمنا دور الأطراف الساعية إلى تهدئة الاشتباكات وحقن الدماء ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد.

وكانت طرابلس شهدت ليلة عنيفة من الاشتباكات المسلحة وسط المدينة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع، ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ، وتعليق الدراسة والامتحانات، وتحويل الرحلات الجوية من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة، وارتفعت حدة الاشتباكات بين "اللواء 444 قتال" الموالي للحكومة والمدعوم من قوات من مصراتة وجهاز الردع المدعوم من قوات من مدن الغرب الليبي، من أجل السيطرة على مؤسسات الدولة والأماكن الستراتيجية في العاصمة طرابلس، فيما بثت مشاهد من مناطق عدة في طرابلس تُظهر الأضرار التي لحقت بممتلكات المدنيين جراء الاشتباكات، وقال شهود عيان إن أصوات الاشتباكات لم تتوقف منذ منتصف ليل أول من أمس، وانتشرت قوات الردع في مناطق منها سوق الجمعة ومطار معيتيقة، وأعلنت جمعية الهلال الأحمر بطرابلس حالة الطوارئ ورفع درجة التأهب القصوى، وأهابت بالمواطنين توخي الحذر والتقيد بالتعليمات حفاظًا على سلامتهم، بينما قال جهاز الشرطة القضائية إن المعارك المحتدمة بالقرب من سجن اجديدة سببت حالة من الهلع والفزع بين النزلاء، مؤكدا أن عددا كبيرا من السجناء تمكنوا من الهرب معظمهم من ذوي الأحكام المشددة.

وبينما قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إن الحفاظ على السلم بالعاصمة مسؤولية جماعية لا يمكن التفريط بها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن عميق قلقها، داعية لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جميع المناطق المأهولة بالمدنيين، فيما قالت السفارة الأميركية إنها تشاطر بعثة الأمم المتحدة قلقها، وأعربت الخارجية المصرية عن بالغ القلق وأهابت بالمصريين توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والتزام منازلهم.