قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الرياض: "إن مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من هنا"، ويقصد بطبيعة الحال المملكة العربية السعودية، فهذه الدولة العظيمة تثبت يومياً، ومنذ العام 2015، أنها القوة الناعمة القادرة على تغيير الأمور، وفقاً لأهدافها، وهي سعودية أولاً، خليجية ثانياً، عربية ثالثاً، وإسلامية رابعاً.
ولهذا، منذ عشر سنوات بدأ عصر التغيير والإنجاز، واستحق الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يكون ملك العرب في لحظة صناعة تاريخ مغاير لما عهده العرب طوال عقود، وهذا بجهد ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الرجل الذي لا ينام، المشغول بتنمية بلاده، وتقدمها، لذا استحق هذا الشاب المفعم بالحيوية والنشاط أن يقال له بيض الله وجهك أيها الأمير، وبارك ناصيتك البيضاء، والحديث للرسول (صلى الله عليه وسلم): "تباشروا بالنواصي والأقدام" ينطبق على سموك.
ففي كل مرة تثلج الصدور، وتفرح القلوب بما تنجزه للمملكة والخليج والعرب، خصوصاً سعيكم إلى رفع العقوبات عن سورية المستمرة منذ العام 1979، وما جلبته من ويلات على بلد عربي عزيز، خصوصاً في السنوات الأخيرة والحرب الوحشية التي مرت بها، وما تركته من تشرد وفقر وعوز، وقد استجابت الرئاسة الأميركية لكم.
لذلك نقول، أيضاً، لفخامة الرئيس الأميركي: ستجد قريباً أن سورية فعلاً عادت قلب العالم العربي النابض، وفيها اليوم رجل يتلقى الضربات، لكنه رغم ذلك يمد يده إلى السلام، لأنه مؤمن أن بلاده آن لها أن تستريح، وتكون ملتقى للجميع، بكل طوائفها ومكوناتها الاجتماعية، فهو أتى للبناء وليس لاستكمال الهدم.
سيد دونالد ترامب، أيضاً نقول: بارك الله في مسعاك لجعل الشرق الأوسط واحة سلام، بعدما أُثقلت شعوبه بالحروب والأزمات، منذ 77 عاما، ولا يزال يعاني حتى يومنا هذا، لذا عندما تقول "إن المستقبل يبدأ من هنا"، فأنت تدرك جيداً ألا استقرار في العالم، طالما لا سلام في هذه المنطقة.
هذه التصريحات، والعمل المنجز خلال ساعات من وجود الرئيس الأميركي في المنطقة يضع الإقليم والشرق الأوسط على عتبة جديدة مغايرة لما ساد طوال عقود، وينهي أحلام شياطين أرادوا جعلها ساحة حروب، ودمار، وبث الفتن الطائفية فيها، لأنهم لا يزالون يقبعون في كهوف العصور الوسطى، والتخلف.
هؤلاء سعوا إلى جعل الإقليم ينام على فوهة بركان القنابل الذرية والتوسع النووي، وليس إشعاع السلام، لكن فتحت يا سيد ترامب كوة أمل، وبصيص نور في نفق كادت المنطقة تيأس من الخروج منه.
كل ذلك تحقق بفضل حكمة الملك المتواضع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين جعلا السعودية صانعة النهوض العربي، والرياض فعلاً هي اليوم رياض السلام وواحة الاقتصاد، وقطعة من جنة مباركة بهذا الجمع الخليجي والعربي والدولي.