السبت 17 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كلا... لن تحدث حرب نووية
play icon
كل الآراء

كلا... لن تحدث حرب نووية

Time
الخميس 15 مايو 2025
View
30
أحمد الدواس
مختصر مفيد

من حين لآخر، كلما ظهرت أزمة دولية بين قوى عظمى، تنبأ بعضهم باحتمال نشوب حرب نووية، كلا لن تندلع تلك الحرب، بإذن الله، لأسباب نذكرها.

كنا ندرس العلوم السياسية والاقتصاد، فسأل أحد الطلاب الأستاذ الجامعي: "دكتور، هل تقع الحرب النووية بين أميركا والاتحاد السوفياتي"؟ أجاب الأستاذ بالنفي، قائلاً: "كلا، لن يحدث ذلك".

الأستاذ شرح لنا رأيه فقال: "إن أي ضربة نووية يوجهها خصم لخصم نووي آخر، فإن بمقدور الخصم المتضرر أن يمتص الضربة الأولى، ويوجه لخصمه المعتدي ضربة نووية أخرى، إن ضربتمونا نضربكم".

لعلنا نتذكر أنه قبل سنوات فجرت الهند قنبلة نووية، وعلى الفور فجرت باكستان قنبلتها النووية، أي أصبح الوضع السياسي بحالة التوازن النووي، لذلك يمتنع الطرفان عن اتخاذ هذه الخطوة، فيتحقق السلم بينهما، وما ذكرناه هو نظرية في العلوم السياسية تُسمى "نظرية التوازن النووي" أو "الردع النووي".

في عام 2017 كانت كوريا الشمالية تهدد بضرب أميركا، بدأت بالقول إنها ستضرب جزيرة غوام الأميركية شرق اليابان (لأن فيها قواعد عسكرية أميركية)، أو بضرب ألاسكا، أو حتى بقصف الساحل الغربي لأميركا.

أثار هذا التهديد أميركا فصرح الرئيس الأميركي ترامب، حينها، أنه سيقصف كوريا الشمالية إن فعلت ذلك، وبالطبع ظهر محللون حول هذه المسألة، بعضهم تحليله سطحي، ففي إحدى القنوات التلفزيونية العربية سأل المذيع أحد المحللين: هل تحدث حرب نووية بين البلدين؟

أخذ المحلل العربي كالعادة يستخدم الأسلوب الإنشائي، أو الإطالة بالحديث، لا يختصر ولا ينطق فوراً بالجواب، فقال المذيع كأنه منزعج: "قل لي من فضلك رقماً من 1 الى 10 ماهي احتمالات اندلاع حرب نووية بين أميركا وكوريا الشمالية؟

فأعاد المُحلل كلامه، كمن يقول: إن القدرات...هذه ترسانة. تضايق المذيع فأنهى المقابلة.

ان الله أعلم بالغيب، وبالاستناد إلى نظرية الردع النووي، نقول إنه لن تقوم حرب نووية لأسباب أولها حالة التوازن النووي، أو الردع النووي التي شرحناها (إن ضربتمونا نضربكم).

من رأينا ان التوازن النووي ينفع السلام، كما رأينا حال الهند وباكستان، فلا دولة تتفوق نووياً على أخرى، فتهددها فيكون بمثابة ردع للدول، لكن كما قلنا لن تحدث حرب نووية، والله أعلم.

[email protected]

آخر الأخبار