اسطنبول، عواصم - وكالات: وسط ترقب ومتابعة دولية، انطلقت في تركيا أمس، أول محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف، في غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأوفد الكرملين مجموعة من التكنوقراط ذوي الخبرة للمشاركة، وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلا عن مصدر مطلع أن المحادثات التي تجرى في قصر دولمة بهجة في إسطنبول لن تكون مفتوحة لوسائل الإعلام، ويرأس الوفد الروسي مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي، ويضم الوفد نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين ورئيس الأركان إيغور كوستيوكوف ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.
من جانبه، قال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف إنه على الرغم من أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين لن يحضر، فإنه أعطى تعليمات للوفد الروسي قبل مغادرته، مضيفا أن اللقاء لم يحضره المفاوضون فقط، ولكن أيضا المستشارون المقربون لبوتين، وبينهم وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع أندريه بيلاوسوف، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا راخاروفا إنه تم إرجاء المحادثات إلى النصف الثاني من يوم أمس بمبادرة من الجانب التركي.
وبعد إعلان الكرملين عن غياب بوتين، قال مسؤول أميركي إن الرئيس ترامب لن يحضر، بينما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه من السابق لأوانه مناقشة نتائج المحادثات، مشيراً إلى أن الحرب الأوكرانية والمصالح الوطنية عمليتان منفصلتان عن بعضهما، ورغم أن بوتين لم يؤكد قط أنه سيحضر شخصيا، فإن غياب الرئيسين الروسي والأميركي عن المحادثات يخفض سقف التوقعات، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعتزامه السفر شخصيا إلى تركيا للقاء بوتين، مشددا على أنه لن يتفاوض مع أي شخصية أخرى باعتبار أن بوتين صاحب القرار، وتحدى بوتين بشأن المشاركة "ما لم يكن خائفا"، مؤكدا أن بلاده مستعدة لأي شكل من أشكال التفاوض.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها إنه التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في مدينة أنطاليا التركية لمشاركة رؤية الرئيس الأوكراني بشأن جهود السلام المستقبلية، وتنسيق المواقف خلال هذا الأسبوع الحاسم، مضيفا أنه جدد التأكيد على التزام أوكرانيا القوي والثابت بجهود السلام التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، معتبرا أن روسيا يجب أن تدرك أن رفض السلام له ثمن.
وفيما يأمل ترامب في أن يوقع الجانبان هدنة لمدة 30 يوما، قال مشرع روسي إنه قد تكون هناك مناقشات بشأن تبادل كبير لأسرى الحرب، ويؤيد زيلينسكي وقفا فوريا لإطلاق النار لمدة 30 يوما، لكن بوتين قال إنه يريد أولا بدء محادثات لمناقشة التفاصيل، وسط توقعات بحضور دولي مكثف وترقب لمواقف أكثر مرونة قد تُمهد لمرحلة جديدة من التهدئة، وجدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، تمهيداً لسلام عادل يحترم وحدة أوكرانيا.
وبينما أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن أمله في أن تقود المحادثات إلى صفحة جديدة بين البلدين، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الرئيس ترامب يريد انتهاء الحروب ويأمل تحقيق ذلك مع روسيا وأوكرانيا، مؤكدا رغبة واشنطن برؤية تقدم في محادثات اسطنبول، واصفا الحرب الروسية - الأوكرانية بأنها "القضية الأكبر في الأذهان"، موضحا أن ترامب مستعد لأي آلية من شأنها إنهاء الحرب، بينما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روته عن التفاؤل الحذر، مؤكدا استعداد أوكرانيا لوقف إطلاق النار، مشددا على أن الكرة في ملعب روسيا، معتبرا تركيا "بيئة جادة للمحادثات".