دمشق، عواصم - وكالات: مؤكدا أن بلاده لن تكون أبداً ساحة للصراعات وتصفية الحسابات بعد اليوم، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الاستثمار في سورية لدفع جهود إعادة الإعمار وتسهيل التعافي الاقتصادي، قائلا: في خطاب متلفز ليل أول من أمس، إن سورية يجب أن تتحول إلى بلد للوظائف والازدهار، مضيفا أن المستثمرين من داخل البلاد وخارجها، بما في ذلك من تركيا، مرحب بهم.
وقال الشرع "سورية تعاهدكم أن تكون أرض السلام والعمل المشترك وأن تكون وفية لكل يد امتدت إليها بخير، ولن تكون بعد اليوم ساحة لصراع النفوذ، ولا منصة للأطماع الخارجية ولن نسمح بتقسيمها"، مضيفا أن الطريق لا يزال أمامنا طويلا، مجددا التزامه بالوحدة الوطنية، متعهدا بأن بلاده لن تسمح بعد الآن بأن تتحول إلى ساحة للصراعات الخارجية، قائلا "سورية لكل السوريين، بكل طوائفهم وأعراقهم، ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة. التعايش هو إرثنا عبر التاريخ، والانقسامات التي مزقتنا كانت دوما نتيجة للتدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعا".
وأعرب الرئيس السوري عن تقديره لمواقف قادة دول الخليج وتركيا في دعم الشعب السوري، مؤكداً أنه كان لها أثر كبير في تعزيز الاستقرار في بلاده، كما أعرب عن شكره لكل الزعماء العرب والأجانب الذين وقفوا إلى جانب بلاده خلال الأشهر الماضية، حيث شكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مساعيه للطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرفع العقوبات، قائلا "استجاب الرئيس ترامب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات تاريخيا شجاعا، ولقاؤنا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أبدى استعداده مبكراً لرفع العقوبات، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات، وشكر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وملك الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، كما شكر ليبيا والجزائر والمغرب والسودان واليمن ورئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني، الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات السورية العراقية، وحرصت الدول الشقيقة وشعوبها على مشاركة السوريين فرحتهم، وبدأت نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد، غير أن سورية مكبلة بأعباء الماضي وآهاته".
وأكد الرئيس السوري التزامه بالتشريعات الاقتصادية، قائلا "نؤكد أن سورية تلتزم بتعزيز المناخ الاستثماري وتطوير التشريعات الاقتصادية وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة، ونرحب بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء حول العالم وندعوهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات".