الحويلة: المرأة الكويتية شريك حقيقي وفاعل في نهضة الوطن

أكدت خلال الاحتفال بيومها أنها تمثل 60% من قوة العمل الوطنية و28% من المناصب القيادية

نسبة الكويتيات في مؤسسة البترول 54%... و41%من المناصب القيادية بالبنك المركزي

الطاهر: الكويت تولي اهتماماً خاصاً بتمكين النساء ذوات الإعاقة بتوفير الخدمات التعليمية

فارس العبدان

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة أن المرأة الكويتية أثبتت خلال العقدين الماضيين أنها ركنٌ أساسي من أركان التنمية الوطنية، مشيرة إلى أنها حققت نجاحات لافتة وضعتها في مقدمة مسيرة التميز والعطاء لاسيما أنها تمثل ما نسبته 60 % من قوة العمل الوطنية في القطاع الحكومي، ونحو 48 % من القطاع الخاص، وتشغل بجدارة 28 % من المناصب القيادية في الدولة.

وقالت الحويلة في الاحتفال بيوم المرأة الكويتية الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية أمس، بالتعاون مع المكتب الدائم للأمم المتحدة، تحل علينا هذه المناسبة وقد أكملنا عشرين عاماً من الإنجازات والعطاء، منذ تتويج مكتسبات المرأة الكويتية بنيلها حقوقها السياسية الكاملة في السادس عشر من مايو 2005.

وأضافت إننا اليوم نقف أمام محطة تاريخية مضيئة، نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز مسيرةً طويلةً من التحديات والتطلعات والنجاحات، توّجتها المرأة الكويتية بعزيمة وإصرار لتؤكد مكانتها كشريكٍ حقيقي وفاعل في نهضة دولة الكويت وتقدمها في شتى المجالات.

مسيرة مباركة

ولفتت الحويلة إلى إن هذه المسيرة المباركة لم تكن لتتحقق لولا الإيمان العميق والرؤية الحكيمة لقيادتنا السياسية ممثلةً في صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الذي طالما أكد على ضرورة دعم المرأة وتمكينها وتعزيز دورها كشريك أساسي في بناء الدولة والمجتمع.

أضافت: تجلت بصمة المرأة الكويتية في سلك القضاء والسلك الديبلوماسي والمؤسسات المدنية والعسكرية، وفي القطاعين النفطي والمالي، حيث بلغت نسبة النساء الكويتيات في مؤسسة البترول الكويتية 54 في المئة، واحتلت 41 في المئة من المناصب القيادية في بنك الكويت المركزي.

وتابعت المرأة الكويتية بكونها الأولى خليجياً في تبني مبادرة تمكين المرأة في القطاع الخاص لعام 2023، مبينة أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شواهد مشرقة تؤكد التحول الملموس نحو تعزيز مكانة المرأة وتمكينها في مختلف القطاعات.

وزيرة الشؤون الاجتماعية د.أمثال الحويلة وممثل الأمين العام للأمم المتحدة غادة الطاهر تتقدمان الحضور وقوفاً للسلام الوطني

مبادرات "الشؤون"

وبينت الحويلة ان وزارة الشؤون الاجتماعية حرصت على أن تكون المرأة شريكا أساسيا في هذا المسار الوطني، فأطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة الكويتية اجتماعياً واقتصادياً وأسرياً، وتعزيز مكانتها وتوفير بيئة داعمة لإسهاماتها الفاعلة، بالشراكة مع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

20 عاما من التحديات

وقالت الحويلة عشرون عاما من الإنجازات، طوت عشرين عاما من التحديات التي أحالتها إرادة الشعب الكويتي إلى فرص وواقع ملموس، واحتفالنا اليوم هو تجديد لعهدٍ قطعناه على أنفسنا بأن تبقى المرأة الكويتية مركزاً تدور حوله كافة تطلعات الوطن، وعنواناً للفخر ورمزاً للعطاء.

وبدورها قالت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت غادة الطاهر، لقد حققت دولة الكويت خطوات ملموسة في مجال تمكين المرأة وتعزيز المساواة على مدار العقود الماضية، وتُعد الإصلاحات التشريعية والمبادرات الحكومية الأخيرة دليلاً واضحاً على التزام الدولة بضمان حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.

وأضافت وقد أثنى مجلس حقوق الإنسان خلال الاستعراض الدوري الشامل الأخير لعام 2025 على الإنجازات التي حققتها الكويت في مجال حقوق المرأة، بما في ذلك اعتماد سياسات تهدف إلى حماية النساء من العنف، وتمكينهن اقتصاديا، وتوسيع مشاركتهن في مواقع صنع القرار.

تقدم تعليمي

ولفتت الطاهر أن المرأة الكويتية أظهرت تقدما لافتا في مجال التعليم، حيث سجّلت البلاد، وفقا لبيانات منظمة اليونسكو لعام 2024، معدلات شبه كاملة في محو أمية النساء، مع ارتفاع ملحوظ في نسب التحاق الإناث بالتعليم العالي، كما وتُشكل الفتيات اليوم نسبة كبيرة من خريجي التخصصات العلمية والهندسية والتكنولوجية، مما يُعزز من مساهمتهن في بناء اقتصاد معرفي متنوع.

وتابعت: تواصل المرأة الكويتية فرض حضورها القوي في مجالات ريادة الأعمال والخدمة العامة، مضيفة: بفضل المبادرات الحكومية التي دعمت ريادة الأعمال النسائية وقدّمت التسهيلات التمويلية، أضحت الكثير من النساء اليوم صاحبات مشاريع ناجحة ومؤثرات في الاقتصاد المحلي.

المناصب القيادية

وأشارت الطاهر إننا نشهد تناميا في تمثيل المرأة في المناصب القيادية ومجالس الإدارات وجميع الوزارات والجهات الحكومية، مما يُعكس توجها وطنيا نحو تحقيق التوازن في مراكز القرار. وأكدت أن دولة الكويت تولي اهتماماً خاصاً بتمكين النساء ذوات الإعاقة، بما في ذلك توفير الخدمات التعليمية والتأهيلية، وتسهيل دمجهن في المجتمع وتعزيز حقوق هذه الفئة من خلال برامج دعم متخصصة.

السفيرة الأميركية: معجبة كثيراً بإنجازات المرأة الكويتية

أكدت السفيرة الأميركية لدى دولة الكويت كارين ساساهارا: "إنه لشرف كبير لي أن أكون هنا اليوم برفقة الوزيرة د.أمثال الحويلة والسفير، والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة". مضيفة "أنا معجبة كثيرا بالإنجازات التي حققتها المرأة الكويتية، ولكنني أتطلع بشغف للاستماع إلى صوتها وهي تُقيّم موقعها الحالي، وتحدد ما هي أولوياتها، وأين تطمح أن تصل، وذلك بما يتماشى مع الرؤية التي يقودها سمو الأمير لمستقبل دولة الكويت".

إنجازات تشريعية

أشارت د.الحويلة الى أن الكويت أنجزت خطوات تشريعية رائدة للمرأة تمثلت بإلغاء المادتين 153 و182 من قانون الجزاء، واللتين كانتا تمثلان عواراً في المعاملة الجزائية بين الشدة والتغليظ بناءً على النوع، وبما يشكل انتقاصاً من حقوق المرأة، فعزّزت تلك الخطوات حماية المرأة وكرّست مبدأي العدالة والمساواة، انسجاماً مع ما نصّ عليه دستور الكويت في المواد (29 و8 و9).

62 مرتبة

ذكرت الوزيرة الحويلة أن هناك العديد من الأرقام التي قفزت بسمعة البلاد إلى 62 مرتبة في مؤشر المرأة والسلام، و10 نقاط في تقليص الفجوة العالمية بين الجنسين.

نساء الكويت في قائمة "فوربس"

قالت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت غادة الطاهر، تفخر الكويت بوجود عدد من النساء الكويتيات ضمن قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم. ومن بينهن الدكتورة فايزة الخرافي، وهي أول امرأة تتولى رئاسة جامعة في الشرق الأوسط، والمهندسة سارة أكبر، التي قد لعبت دوراً بارزاً في إطفاء حرائق آبار النفط بعد تحرير الكويت.