تم نسخ الرابط بنجاح

المرأة الكويتية... إنجازات محلية ودولية وإبداع بلا حدود

المحلية

المرأة الكويتية... إنجازات محلية ودولية وإبداع بلا حدود

إشادات بكفاءتها ودعوات إلى مزيد من التمكين في الذكرى العشرين للاحتفاء بيومها

آلاء السعيدي: المرأة الكويتية خطت خطوات واسعة نحو التمكين الحقيقي

بسمة السلطان: دورها محوري في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية "كويت 2035"

د.خديجة الرفاعي: مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي لا تزال بحاجة لتمثيل نسائي أقوى

علياء الفارسي: تميزت في المناصب القيادية وأثبتت دورها باتخاذ قرارات لمصلحة الوطن

منيرة الأمير: الكويتية ستواصل كتابة تاريخها الذهبي مُثبتةً أن الإبداع لا يعرف حدوداً

إيناس عوض

يمثل تاريخ 16 مايو من كل عام نقطة مضيئة في تاريخ الديمقراطية الكويتية عموماً ومسيرة المرأة الكويتية خصوصا، فهو شاهد منذ عام 2005 على نيلها كامل حقوقها السياسية ترشيحاً وانتخاباً، ومحطة تقدير لإنجازاتها واسهاماتها بمختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتأكيداً على جدارتها بين نساء الخليج، فقد كانت ولاتزال حجر الزاوية في منظومة التنمية المستدامة للبلاد.

واليوم وبعد مرور 20 عاماً على اعتماد السادس عشر من مايو يوماً وتاريخاً للاحتفاء بالمرأة الكويتية، يتجلى دورها الريادي في بناء الكويت ورسم معالم مستقبلها بالارتكاز الى رؤية كويت جديدة 2035، من خلال العديد من النساء الكويتيات المبدعات والمنجزات بقطاعات التنمية المختلفة.

مؤشرات عالمية

وتعكس لغة الأرقام في الاحصائيات، تقدم المرأة الكويتية وتميزها بالأداء شكلاً ومضموناً خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة، حيث تظهر المؤشرات العالمية الخاصة بتمكين المرأة تطور الكويت بهذا الصدد اذ ارتفعت من المرتبة 123 الى 61 عالمياً من أصل 177 دولة خضعت للتقييم وفق تقرير صادر عن معهد (جورج تاون للمرأة والسلام والأمن)، كما تقدمت الكويت عشر نقاط في الفجوة العالمية بين الجنسين.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها بتاريخ الكويت، تحديداً في سبتمبر من عام 2024 الماضي تم تعيين 4 نساء في منصب مديرة في النيابة العامة، فيما بلغ عدد وكيلات النيابة 88 بالإضافة الى 19 قاضية كويتية.

"البترول" و"البنوك"

تبلغ نسبة النساء العاملات في مؤسسة البترول الكويتية 54%، وتبلغ نسبة شغل المرأة للمناصب القيادية والاشرافية في بنك الكويت المركزي 54.8% بالإضافة الى تمثيلها بنسبة 34.1% من قوة العمل في البنوك الكويتية و23.6% من الوظائف القيادية والاشرافية في القطاع المصرفي. وتضم الحكومة 3 وزيرات وهن وزيرة الاشغال العامة الدكتورة نورة المشعان ووزيرة المالية نورة الفصام ووزيرة الشؤون الدكتورة أمثال الحويلة.

مبادرة "تمكين"

ويشكل وفاء الكويت بالتزامها تجاه المواثيق والاتفاقيات التي وقعت عليها خصوصاً ما يتعلق منها بتحقيق مبدأ العدالة بين الجنسين في العمل والوظائف، قوة دفع ودعم كبيرة للمرأة، حيث كانت الكويت أول دولة خليجية توقع على مبادرة تمكين المرأة في القطاع الخاص التي تم توقيعها عام 2010 بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة.

وصادقت الكويت على اتفاقيات دولية عدة تستهدف تمكين المرأة وتوطينها في بيئات الاعمال المختلفة منها على سبيل المثال اتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري وميثاق منع الاتجار بالاشخاص، والمعاهدة الدولية لمنع جريمة الفصل العنصري عليها وبروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وخصوصاً النساء والأطفال الملحق باتفاقية الأمم المتحدة للجريمة المنظمة، بالإضافة الى تعاون الكويت مع عدد من المنظمات الدولية لدعم المرأة وتأهيلها مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الاسكوا.

فعاليات نسائية

في السياق، أكدت فعاليات نسائية كويتية بارزة على تحقيق المرأة الكويتية العديد من الإنجازات بمختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والعلمية، مشددات في تصريحات الى"السياسة" على ضرورة منح المرأة الكويتية المزيد من الدعم والتشجيع بصفتها نصف المجتمع وعنصرا أساسيا في معادلة التنمية المستدامة.

وقالت المحامية آلاء السعيدي إن المرأة الكويتية خطت خطوات واسعة وواثقة نحو التمكين الحقيقي، ليس فقط في سوق العمل، بل أيضاً على مستوى التشريعات والسياسات العامة، مشيرة الى مشاركتها في القضاء، وفي صياغة القرارات، وفي قيادة المبادرات المجتمعية والاقتصادية،ومنها:

- المطالبة بحقوق المرأة في الرعاية السكنية، والتي تُوجت عام 2020 بمنح المرأة الكويتية الحق في استخراج الوثيقة باسمها.

- المشاركة في التعقيب وتعديل قانون العنف الأسري ضمن اللجنة الخاصة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

- المطالبة بإلغاء المادة 153 والمادة 182 من قانون الجزاء الكويتي، وهي مواد كانت تُشكل عائقاً كبيراً أمام العدالة للمرأة، وتمت الاستجابة مؤخرًا لهذه المطالب من قبل وزير العدل.

أضافت هذه التغيرات تؤكد أن المرأة اليوم لم تعد تطالب فقط، بل تُشرّع وتُنفّذ وتُغيّر، المساواة لم تعد حلماً، بل واقعاً يتجسد تدريجياً بفضل الوعي المجتمعي والتكامل القانوني.

العطاء الحقيقي

أضافت، أنا أؤمن أن من يعرف رسالته في الحياة لا يلتفت للتحديات، بل ينشغل بتحقيق الأثر، لذلك اخترت التركيز على العمل، والإخلاص فيه، والانشغال بالإنجاز لا العقبات وكل مرحلة في مسيرتي المهنية كانت فرصة للتطور، وكل تجربة عززت قناعتي بأن العطاء الحقيقي لا يعرف سقفاً.

ولفتت السعيدي الى أن التواجد الضئيل نسبياً للمرأة الكويتية في مواقع صنع القرار لايشكل ضعفا وانما هو فرصة، تؤكد اننا أمام مشهد واعد يُثبت أن المرأة الكويتية حاضرة، والمراحل القادمة هي لتعزيز تمثيلها في مراكز القرار، مشددة على أن ما نحتاجه هو تطوير السياسات المؤسسية، وتحفيز بيئات العمل على تبني نماذج قيادية نسائية.

داعم بلا حدود

بدورها، قالت الناشطة في الشؤون الإنسانية والاجتماعية سيدة الأعمال بسمة السلطان، المرأة الكويتية سطرت اخلاصها للوطن وتفانيها في رفعته بحروف من نور، فكانت في أوقات الشدة السند والمدبر لشؤون الحياة، وفي الرخاء عملت الى جانب الرجل لنهضة البلاد وازدهارها، مشيرة الى أن القيادة السياسية ممثلة في صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد ربان سفينة الكويت داعم بلا حدود للمرأة الكويتية، حيث مهد الطريق وهيأ البيئة لتفوقها وتميزها على كافة الأصعدة والمستويات المحلية والإقليمية والدولية، انطلاقاً من ايمانه العميق بأن دورها أساسي ومحوري لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية كويت جديدة 2035.

وأشارت الى أن التاريخ سيشهد على الإنجازات العديدة التي حققتها المرأة الكويتية في عهد سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد وثقته العميقة التي ساهمت في تقلدها للعديد والمناصب والمهن التي كانت حكراً على الرجال لسنوات خصوصاً في مجال القضاء والنيابة والسلك الديبلوماسي وغيرها.

جوائز دولية

من ناحيتها، قالت الطبيبة والباحثة الكويتية المتخصصة في الهندسة الوراثية والطب الدقيق والحاصلة على العديد من الجوائز الدولية الدكتورة خديجة الرفاعي، شهدنا في السنوات الأخيرة حضورًا لافتًا للمرأة الكويتية في ميادين متعددة: في الطب، والبحث العلمي، والاقتصاد، والقانون، والمجتمع المدني، فقد أصبحت صوتا فاعلًا في قضايا البيئة والصحة العامة والابتكار، وحصلت على جوائز إقليمية ودولية، مضيفة "نرى اليوم نماذج نسائية تقود فرقاً بحثية، وتؤسس شركات ناشئة، وتُحدث أثرًا ملموساً في المجتمع، وهذا تقدم يُحسب للجهود النسائية مجتمعة".

أبرز التحديات

وأردفت أن أبرز التحديات التي واجهتها محاولتها الجمع بين طموحها العلمي وظروفها الشخصية، خاصة خلال مرافقتها لأحد أفراد أسرتها أثناء رحلة علاج طويلة خارج البلاد، بالإضافة الى تحديات أخرى مرتبطة بكونها امرأة شابة في مجال يتطلب إثبات الجدارة في كل مرحلة، مشيرة الى تغلبها على تلك الصعوبات بالصبر، و دعم الأسرة، وبالإيمان بأن العمل المتقن لا يضيع.

وعددت الرفاعي العوامل التي حالت دون وصول عدد كبير من الكويتيات الى مواقع صنع القرار، مؤكدة أن من بينها، الثقافة المؤسسية التي لا تزال في بعض الجهات تقليدية، والافتقار أحيانًا إلى سياسات تمكين مستدامة. وأوضحت أن تعزيز وصول النساء الى المواقع القيادية مرهون بعمل مبادرات تدريبية موجهة، وشبكات دعم مهني، وطرح نماذج ناجحة تبرز قصص النجاح النسائية، مشيرة الى أن مجالات الابتكار الصناعي، والهندسة الطبية، والتقنية العميقة (مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وتقنيات النانو) لا تزال بحاجة لتمثيل نسائي أقوى.

مؤثرة وملهمة

من جهتها، قالت عضو المجلس البلدي المهندسة علياء الفارسي: المرأة الكويتية مؤثرة وملهمة ومبدعة ومثقفة وملمة بجميع مجالات الحياة سواء كانت سياسية، هندسية، علمية، اقتصادية، تجارية، و قانونية، وهي ملمة بالأبعاد البيئية المستدامة، مشددة على أن اشراكها في جميع القرارات بات ضرورة وليس اختياراً في سبيل الوصول الى أعلى مستويات الجودة في الحياة بالمجتمع.

وأشارت الى تميز المرأة الكويتية في المناصب القيادية واثبات دورها المؤثر باتخاذ قرارات لمصلحة الوطن، على مستوى القطاعين العام والخاص، لافتة الى أنها استطاعت أن تغيّر النظرة النمطية، والتشريعات والسياسات الداعمة لضمان استدامة مشاركتها الفاعلة في التنمية الحضرية للبلاد، مختتمة بالقول كل عام والمرأة الكويتية شريك أساسي،في تحقيق التنمية المستدامة لوطن عزيز غال.

دعم حكومي

من جانبها، قالت عضو المجلس البلدي منيرة الأمير إنه في ظل الدعم الحكومي والمجتمعي المتواصل، سطرت المرأة الكويتية خلال العشر سنوات الماضية سجلاً حافلاً بالإنجازات على مختلف الأصعدة، بدءًا من المشاركة الفاعلة في سوق العمل وصولًا إلى قيادة مشاريع هندسية عملاقة تُسهم في تشكيل ملامح المستقبل.

وأكملت الأمير حديثها قائلة: أما في المجال الهندسي وهو مجال تخصصي وخبرتي أيضا فللمرأة الكويتية بصمات لا تُنسى حيث برزت الكويتيات في الهندسة كرائداتٍ في مشاريع تحوّلية، مشيدة بالدور البارز الذي تقوم به المهندسات في المجلس البلدي والبلدية، مؤكدة في الوقت نفسه أن المرأة الكويتية ستواصل كتابة تاريخها الذهبي، مُثبتةً أن الإبداع لا يعرف حدودًا.

19 امرأة في الحرس الأميري و900 بالشرطة 144 ديبلوماسية

على صعيد القطاع الأمني تم تعيين 19 امرأة في الحرس الاميري للمرة الأولى فيما بلغ عدد النساء العاملات بقوات الشرطة 900 امرأة، وكذلك في عام 2024 الماضي بلغ عدد النساء في وزارة الخارجية الكويتية 144 ديبلوماسية أي مايعادل 22% من اجمالي الكادر الديبلوماسي.

70% نسبة الإناث في الجامعات الكويتية

قالت عضو المجلس البلدي منيرة الأمير أن آخر ما اطلعت عليه من إحصاءات عن المرأة الكويتية في الكويت في التعليم مثلا ارتفعت نسبة الإناث في الجامعات الكويتية إلى 70%، وفقًا لإحصاءات 2023، مع تفوق ملحوظ في التخصصات العلمية مثل الهندسة وعلوم الحاسب.

30% في المناصب الإدارية العليا

أكدت منيرة الأمير أن النساء يشغلن 30% من المناصب الإدارية العليا في القطاعين العام والخاص، بزيادة قدرها 15% عن عام 2013، مضيفة لم تغب المرأة الكويتية عن أعين المشرع الكويتي وهذا ما أتحدث عنه بخصوص الدعم الدائم المجتمعي وأيضا القيادي حيث صدور قرار يحظر التمييز في العمل عام 2021، مع الدعم الحكومي لبرامج توازن الحياة المهنية والأسرية.

إبداعات هندسية... محلياً وعالمياً

لفتت عضو المجلس البلدي منيرة الأمير الى انه تم تصميم أول مدينة سكنية مستدامة في الكويت تعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 40% مع نظام إدارة ذكي للنفايات بقيادة المهندسة أمل العجمي،حتى جسر الشيخ جابر الأحمد شاركت المهندسة شيخة السعيد في فريق الإشراف الفني لأطول جسر بحري في الكويت والذي حاز جوائز عالمية في التصميم الإنشائي.

وليس على مستوى الكويت فقط. فالمهندسة الكويتية أثبتت نفسها عالميا، فقد فازت المهندسة طيفة الهاشم بجائزة أفضل مهندسة عربية في 2022 عن تصميمها لمستشفى ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

إبداعات هندسية... محلياً وعالمياً

57% من القوى العاملة الوطنية نساء

على المستوى المحلي تشكل المرأة الكويتية مايزيد عن 57% من اجمالي القوى العاملة الوطنية، وتبلغ نسبة حضورها في القطاع الحكومي 60% مقابل 48% في القطاع الخاص.

وتبلغ نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية (وزير- وكيل وزارة- وكيل مساعد) 28% في كل قطاعات الدولة فضلا عن شغلها 47% من اجمالي المناصب القيادية والاشرافية بوزارة الدفاع، ونسبة 43% بقطاع الهندسة العسكرية.

دور محوري في ساحات العدالة

أكدت المحامية آلاء السعيدي نجاح المرأة الكويتية في ساحة المحاماة، مشيرة الى أن حضورها لم يعد استثناءً بل أصبح قيمة مضافة، حيث تقدم رؤية قانونية راقية، وتدير قضايا على مستوى عالٍ من الكفاءة، وتلعب دورًا محوريًا في تطوير بيئة العدالة، لافتة الى امتلاك المرأة الكويتية طاقات هائلة يمكن أن تُثري بها قطاع الصناعة والتكنولوجيا بشكل أكبر، متوقعة في الوقت نفسه أن تكون المرأة من أبرز صانعي الفرق في المرحلة القادمة.