العراق يدعو إلى عمل عربي جاد لإنقاذ غزة ووقف إطلاق النار في لبنان ودعم سورية

• أبو الغيط: "عار"..صمت العالم على التطهير العرقي وقتل النساء والأطفال في غزة

انطلقت، في العاصمة بغداد، اليوم السبت، أعمال القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين بحضور القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عشرات الضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الدولية.

وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في افتاح القمة العربية الـ 34 أن "قمة بغداد" تأتي بالتزامن مع ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد المنطقة، معبرا عن إدانة بلاده واستنكارها لاستمرار العمليات الإسرائيلية في غزة ،ومشيدا في الوقت نفسه بصمود الشعب الفلسطيني.

وقال" نرفض التدخل الخارجي وندعو إلى حل سلمي لكل النزاعات في المنطقة عبر الوسطاء"، مشددا على أنه لا يمكن تجزئة أمننا العربي المشترك وعلينا العمل معا من أجل الحفاظ عليه.

من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن مناسبة القمة العربية ستكون منصة لتعضيد التضامن وطرح القضايا وتوحيد الصف وتقوية الموقف.

ودعا إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة ، مشدد على ان العراق لن يبخل بأي جهد لدعم سورية .

وأعلن عن 18 "مبادرة طموحة" لتنشيط العمل العربي المشترك منها مبادرة تأسيس الصندوق العربي، مشيرا إلى مساهمة العراق بمبلغ 40 مليون دولار لإعمار غزة ولبنان.

ودعا السوداني إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ قطاع غزة ووقف إطلاق النار في جنوب لبنان ، مستنكرا الاعتداءات المتكررة على سيادته.

وقال نجدّد مواقفنا الثابتة الداعمة لوحدة سورية وسيادتها ونرفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض سورية

ولفت إلى أن العراق انتهج سياسة خارجية تقدّم الشراكة والتعاون كأولوية وتعزز المصالح المشتركة لبلداننا وتنطلق من مبدأ حسن الجوار وعدم الاصطفاف في المحاور الإقليمية والدولية.

بدوره قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن من العار ان تمارس دولة ما "إسرائيل" التطهير العرقي في هذا الزمان، ويصبح قتل النساء والأطفال أمر طبيعي يمر مرور الكرام، مشيرا إلى حرب الإبادة في غزة ، ومحاولة السيطرة عليها وطرد سكانها .

من ناحيته قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز إننا نعمل على تقديم مشروع قرار جديد إلى جمعية الأمم المتحدة وسنطالب إسرائيل بإنهاء الحصار الإنساني على غزة وفتح مسار المساعدات الإنسانية .

وأضاف ان فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة والضفة لا يمكن أن يغض عنه الطرف، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تعاني منها غزة خلّفت 50 ألف قتيل و100 ألف جريح ومليوني نازح.. "هذه أرقام مهولة وغير مقبولة".

بدوره قال الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في القمة العربية الـ 34 المنعقدة في بغداد إن هذه القمة تنعقد في ظرف تاريخي حيث تواجه المنطقة ظروفا غير مسبوقة تتطلب منا وقفة موحدة وإرادة لا تلين ،وأن نكون على قلب رجل واحد حماية لاستقرار أوطاننا.

وأضاف بكل صدق أقول إن الأمانة الثقيلة التي نحملها تلزمنا أن نُعلي مصلحة الامة فوق كل اعتبار وأن نعمل على معالجة النزاعات التي تعصف بالمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تمر بأكثر مراحلها خطورة إذ يتعرض الشعب الفلسطيني لممارسات وحشية تهدف لإبادته وإنهاء وجوده في قطاع غزة في محاولة لتهجير أهله قسرا تحت أهوال الحرب، ومع ذلك ما زال الشعب الفلسطيني صامدا عصيا على الانكسار متمسكا بأرضه.

من جانبه عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القمة العربية "رؤية فلسطين السياسية" لحل الأزمة الفلسطينية، داعيا القمة إلى تبنيها، مبينا أنها تتضمن تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وتشمل الوقف الدائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن والاسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والانسحاب الكامل للاحتلال من غزة،وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الأمنية والمدنية في غزة ،وتخلي حماس عن سيطرتها إلى جانب تسليمها وجميع الفصائل سلاحها للسلطة الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتنفيذ خطة إعادة الاعمار في غزة ، ونقدر جهود مصر .

وقال نجدد التأكيد على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل فور توفر الظروف الملائمة في غزة والضفة والقدس، على طريق الوصول إلى دولة واحدة ونظام واحد وقانون واحد وجيش واحد.

وشدد على الوصول إلى هدنة شاملة ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية واحترام الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس في ظل الوصاية الهاشمية، والعمل على حل الدولتين طبقا لقرارات مجلس الأمن.

وأكد عباس أننا نجتمع وسط ظروف وتحولات إقليمية بالغة الخطورة حيث تتعرض القضية الفلسطينية لمخاطر وجودية، مشيرا في هذا الصدد إلى جرائم الإبادة والتجويع والتضييق على وكالة "الأونروا" في غزة، فضلا عن جرائم التهجير والاستيطان في الضفة كجزء من مشروع استعماري يهدف لتقويض حل الدولتين ، الأمر الذي يتطلب دعما دوليا من العالم ومن الإدارة الأميركية ومجلس الامن.