الاثنين 19 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
علاج الأمراض الوراثية المستعصية بالعلوم الجينية... آمال واعدة
play icon
وزير الصحة د.أحمد العوضي ورئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د.محمد الجارالله في مقدم الحضور (تصوير- رزق توفيق)
المحلية

علاج الأمراض الوراثية المستعصية بالعلوم الجينية... آمال واعدة

Time
السبت 17 مايو 2025
View
40
مروة البحراوي
وزير الصحة مثّل ولي العهد في مؤتمر الجينات وكشف عن "تساؤلات حول مشروعية التدخل في خلق الإنسان"
العوضي: الذكاء الاصطناعي يمكننا من تحليل ملايين الشفرات في ثوانٍ والتنبؤ بالاستجابات الدوائية

د.محمد الجارالله:

  • نقف أمام تحدٍّ علمي وأخلاقي بالغ الخطورة يتمثل في تقاطع الذكاء الاصطناعي مع علوم الجينات
  • التطبيقات الحديثة قادرة على تحليل الشفرات الوراثية بدقة متناهية والتنبؤ بالأمراض
  • الواقع العلمي الجديد يتطلب اجتهاداً شرعياً جماعياً يجمع بين العلم والشرع والكرامة الإنسانية
  • مصطفى: بناء منظومة معرفية تُعزز التعاون وتضمن حوكمة التقنيات

مروة البحراوي

انطلقت أعمال المؤتمر الدولي السابع عشر للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية تحت عنوان:"البصمة الوراثية وتحرير الجينات في عصر الذكاء الصناعي.. رؤية إسلامية"، وذلك برعاية كريمة من سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وبحضور وزير الصحة د. أحمد العوضي، ممثلاً لسموه.

وأكد الوزير العوضي خلال كلمته الافتتاحية أن اختيار موضوع المؤتمر يعكس إدراكًا عميقًا من المؤسسات العلمية والفقهية لطبيعة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي بات يتقاطع مع القيم الإنسانية والضوابط الشرعية، ويستوجب وقفة تأملية تجمع بين الرؤية الأخلاقية والمصلحة العلمية.

العلوم الجينية

وأشار إلى أن العلوم الجينية أصبحت من ركائز الطب الحديث، إذ تحمل آمالاً واعدة لعلاج الأمراض الوراثية المستعصية، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات دقيقة حول مشروعية التدخل في خلق الإنسان وتعديل صفاته الوراثية، مؤكدًا الحاجة إلى نقاشات مؤسسية رصينة تحيط بهذه القضايا من جوانبها الشرعية والعلمية والأخلاقية.

الذكاء الاصطناعي

وأوضح العوضي أن تطورات الذكاء الاصطناعي تمكن اليوم من تحليل ملايين الشفرات الوراثية خلال ثوانٍ، والتنبؤ بالاستجابات الدوائية بدقة غير مسبوقة، لكن هذه القفزات التقنية تضع العالم أمام تحديات خطيرة، من بينها التلاعب الجيني لأغراض غير علاجية، وانتهاك الخصوصية الوراثية، والتمييز الجيني، داعيًا إلى موقف مؤسسي متزن يجمع بين العلم والفقه والحكمة.

المنظمة الإسلامية

وأشاد العوضي بالدور الرائد الذي تضطلع به المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية منذ تأسيسها عام 1984 بمبادرة من المغفور له الشيخ جابر الأحمد، مؤكدًا أنها شكلت عبر العقود الماضية منبرًا متقدمًا لمواكبة مستجدات الطب من منظور شرعي، وتناولت قضايا دقيقة مثل أطفال الأنابيب، زراعة الأعضاء، البنوك الوراثية، الرحم الصناعي، الذكاء الاصطناعي، والطباعة الحيوية.

رؤية مستنيرة

من جانبه، ألقى رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ورئيس المؤتمر د.محمد الجارالله كلمة عبّر فيها عن بالغ شكره وامتنانه لسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على دعمه الكريم ورعايته السامية لهذا المؤتمر العلمي والشرعي الكبير، مؤكدًا أن هذا الدعم يعكس الرؤية المستنيرة للقيادة الكويتية في تعزيز التكامل بين الدين والعلم لمواكبة التحديات الطبية المعاصرة. وفيما، أشار إلى أن المنظمة تحظى كذلك بدعم كريم من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أعرب عن تقديره الخاص للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف على تسخير دوائر وزارته، لاسيما إدارة الأدلة الجنائية، والإدارة العامة للتحقيقات، وأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، في إنجاح هذا المؤتمر، مشيدا بدعم وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، ومساندته الدائمة للمنظمة، ومتابعته لتسخير إمكانات الوزارة لإنجاح هذا الحدث العلمي.

50 مؤتمراً

واستعرض الجارالله تاريخ المنظمة، التي تأسست عام 1981 بمبادرة من الشيخ جابر الأحمد لتكون الذراع الطبية والفقهية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مؤكدًا أن المنظمة عقدت أكثر من 50 مؤتمرًا وندوة علمية أصبحت مرجعًا لعلماء الدين والطب في العالم الإسلامي، حيث تمت مناقشة قضايا دقيقة مثل الاستنساخ، وزراعة الأعضاء، والهندسة الوراثية، وبنوك الحليب، والتلقيح الصناعي، والخلايا الجذعية، والرحم الصناعي، وأخلاقيات المهنة الطبية.

تحد بالغ الخطورة

وأوضح الجارالله أن العالم يقف اليوم أمام تحدٍّ علمي وأخلاقي بالغ الخطورة، يتمثل في تقاطع الذكاء الاصطناعي مع علوم الجينات، حيث أصبحت التطبيقات الحديثة قادرة على تحليل الشفرات الوراثية بدقة متناهية، والتنبؤ بالأمراض، وتحديد صفات المواليد مسبقًا، بل وتصميمهم حسب الطلب!

الجينوم البشري

بدوره، شدد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي د. قطب مصطفى على أهمية التزام مؤسسات الفتوى والإفتاء والصحة في الدول الأعضاء بالقرارات المجمعية بشأن الجينوم البشري، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية، حفاظًا على وحدة المرجعية الشرعية والفكرية للأمة. وأشار إلى أن المؤتمر لا يستمد أهميته فقط من عنوانه العلمي، بل من كونه فضاءً جامعًا لصياغة رؤية أخلاقية شرعية إنسانية توجه مسار التطور العلمي وتقيه منزلقات الفوضى، داعيًا إلى بناء منظومة معرفية متكاملة تُعزز التعاون بين المتخصصين، وتضمن حوكمة عادلة للتقنيات الحديثة.

دعم البحث العلمي

أكد الوزير العوضي أن استضافة الكويت لهذا المؤتمر تعكس حرص الدولة وقيادتها الحكيمة على دعم البحث العلمي وتكريس المبادئ الإنسانية وتعزيز الحوار بين الشريعة والمعرفة الحديثة.

موقف شرعي وعلمي

دعا دكتور محمد الجارالله إلى صياغة موقف شرعي وعلمي مؤسس، يستند إلى علم رصين، وفقه متزن، وحكمة بصيرة، يشارك فيه الطبيب المؤتمن والفقيه الراسخ والمشرّع الواعي، لتوجيه هذه الطفرات العلمية نحو الخير العام، وتجنيبها منزلقات الانفلات أو الاستغلال التجاري أو العنصري.

واقع جديد... طفل بثلاثة آباء

قال رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ورئيس المؤتمر د.محمد الجارالله "نحن لا نعيش زمن الخيال العلمي، بل واقعًا جديدًا يتطلب اجتهادًا شرعيًا جماعيًا يجمع بين العلم والشرع والكرامة الإنسانية"، مضيفًا أن النتائج أصبحت مذهلة وصادمة في آنٍ واحد: "طفل بثلاثة آباء، صفات جسدية وعقلية مُصممة، تحديد لون العين، وطول القامة، ودرجة الذكاء… بل وتعديل الخريطة الوراثية!"

آخر الأخبار