الاثنين 19 مايو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
انتصار القوة الناعمة الخليجية على السلاح النووي
play icon
كل الآراء

انتصار القوة الناعمة الخليجية على السلاح النووي

Time
السبت 17 مايو 2025
View
60
م. عادل الجارالله الخرافي

سؤال خطر ببالي عندما كنت اتابع جولة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على الرياض والدوحة وابوظبي: هل ما تحقق في الرياض هو انتصار؟

هذا السؤال كان قد وجب طرحه، مع رفع العقوبات الاميركية عن سورية، او النتائج الاخرى المتحققة بعقد صفقات استثمارية كبيرة.

اولا، وقبل كل شيء، علينا الاعتراف أن جولة الرئيس الاميركي كانت اقتصادية بكل المعايير، فهو لم يصحب معه ايا من القادة العسكريين، وهذه نقطة مهمة في مقاربة الإدارة الاميركية الجديدة للمنطقة.

ثانيا: اثبت ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان انه صانع انتصارات بالقوة الناعمة، ورجل المرحلة عربيا في رؤيته لدور سورية الجديدة مستقبلا عندما ترفع عنها العقوبات.

ثالثا: اثبت ان الانتصار لا يكون في القتل والدمار والسلاح، انما بالاستثمار بالمستقبل، والنشاط الاقتصادي الذي يعزز الاستقرار الامني والاجتماعي، وان الديبلوماسية سلاح عظيم، لمن يتقن فن تقريب وجهات النظر، ومنع التوتر.

في هذا الشأن ثمة من يقول: إن اموال الخليج، هي اموال العرب، وقد ذهبت إلى جيب الولايات المتحدة.

هذه المعزوفة قديمة ومنذ زمن لا نزال نسمعها، فيما لم يقدم لنا اصحاب تلك الاسطوانة اي حلول عربية يمكن ان تجعل المنطقة مزدهرة، بل لماذا التصويب على الخليج وحده، فيما الثروات العربية الاخرى لا احد يتطرق اليها، أليست ثروات عربية وجب ان تنفق على التنمية العربية؟

نعم، المملكة العربية السعودية استعملت قوة ضخمة، تفوق القوة النووية، وهي الأموال للانتصار للشعب العربي السوري، في المقابل نسأل: من كان مع إيران ماذا حقق من خلال تدميره بلده، وبلاد العرب، وهل كان يسعى إلى التنمية، اما أن سعيه للانتصار على اخيه العربي، وكانت التكلفة عالية، وهل افاد ذلك رفع الظلم عن الفلسطنيين، وخصوصا اهل غزة، وهل اوصل رغيف خبز لهم؟

صحيح ان غزة همنا الكبير، وحين يصف الرئيس الاميركي ما يجري فيها بالوحشية، فإنه بدأ يقتنع أن الرؤية العربية للحل هي الاجدى، وان حل الدولتين نهاية واقعية لمأساة مستمرة منذ عام 1948 حتى اليوم، ووقف العربدة الاسرائيلية في بعض الدول، دون حسيب او رقيب، لان تل ابيب مدعومة من واشنطن، وبعض عواصم الدول الكبرى، وهذا امر في غاية الحساسية، وبالتالي لا يمكن الخروج من المأزق إلا بالقوة الناعمة، وهي التي استخدمها الامير محمد بن سلمان.

فالعالم تغير، والولايات المتحدة حاليا تتغير، وعلينا ان نستثمر في قوتنا الناعمة، فرئيس الدولة الاقوى في العالم عندما يأتي الينا حاملا مشاريع التنمية، وليس مشاريع الحرب، علينا ان ندرك مدى قوتنا، ونعرف كيف نستخدمها.

لذا علينا النظر بواقعية إلى نتائج جولة الرئيس الاميركي في المنطقة، وماذا نريد منها؟

هنا اقصد الجميع، الكويت، ودول الخليج، والدول العربية، فلقد آن الاوان ان نخرج من مأزق المراوحة مكاننا.

آخر الأخبار