الاثنين 30 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
اضطراب الأولويات الشخصية
play icon
كل الآراء

اضطراب الأولويات الشخصية

Time
الأحد 18 مايو 2025
View
40
د.خالد الجنفاوي
حوارات

الأولويَّة الشخصية هي الهدف الذي له الأسبقيّة في التنفيذ، وهي أيضاً ما يجب على المرء العاقل الحرص على تحقيقه أولاً، قبل أي شيء آخر، وعندما تضطرب وتتشوّش الأولويّات عند الانسان، فهو بشكل أو بآخر يعيش حياته بلا هدف.

ومن بعض أسباب ومظاهر هذه الحالة النفسية والفكرية المضطربة، وكيفية تحديد الأولويات الشخصية في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

-الأسباب والمظاهر: يتسبّب الانغماس المفرط في التفكير العاطفي في عجز الفرد عن تحديد أولوياته الشخصية، وتتسبّب الاتكالية المفرطة في تضييع الانسان وقته وجهوده في ما لن ينفعه (الاتكاليّة الفكريّة والنفسية السلبية).

ومن مظاهر اضطراب الأولويّات اهتمام وانشغال الانسان في أمور وشؤون لا علاقة له بها، ومشاركته في معارك لا شأن له فيها، وإفراطه المرضيّ في اكتساب رضا الآخرين عنه، على حساب أولوياته وأهدافه الحقيقية، وإتّباعه أيديولوجيّات استغلالية، وتقديمه مجاناً وقته وطاقاته الشخصية لتحقيق أولويّات من لا يستحقّون منه الالتزام المفرط تجاههم.

وكلّما رفض الشخص تثقيف نفسه عن حقائق الحياة الإنسانية، اضطربت أولويّاته، وكلما انغمس في القبلية والطائفية والفئوية أهدر وقته، وطاقاته، وجهوده الشخصية في ما لن ينفعه، وعندما يدافع بحماسة مفرطة عن فكرة أكثر من دفاع صاحبها عنها، وعندما يختار مجالسة السفهاء والفاشلين حياتيا.

-تحديد الأولويّات الشخصية: تنشأ الأولويّة الشخصية الحقيقية من الميل الفطريّ للإنسان السويّ نفسياً، والناضج عقلياً الى تحقيق اكتفائه الذّاتي حياتياً، ورعاية من يهتمّ بأمرهم، وكلما اتّضحت الرؤية عنده في هذا الشأن، كلما عرف ما له وما عليه، وما يجب عليه التركيز على تحقيقه، وكلما استمر في تركيز ذهنه في التفكير في ما يحقّق مصالحه الشخصية المشروعة، عرف ما هي اولويّاته، ومن يسعى لامتلاك مهارات "التفكير النقدي"، وكيفية صناعة القرار الشخصي، سيمتلك القدرة على تحديد أولويّاته.

وكلما حرص المرء على مجالسة العقلاء عرف ما هي الأمور التي يجب عليه فعلاً أن يهتمّ بها، وما هي الأمور التي لا يجب عليه الاكتراث بها، وقراءة كتابات الحكمة تجلي البصر وتنير العقل، فحدّد أولويّاتك الحقيقية، قبل أن يصعب عليك ذلك، تربت يداك.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار