بالأمس، احتضنت الرياض قمة خليجية ـ أميركية
حضرها الرئيس الأميركي، والذي قد وصل قبلها بيوم الى العاصمة السعودية الرياض، في زيارته الرسمية الأولى بعد توليه منصب الرئيس، وفوزه بالانتخابات للمرة الثانية.
وايضا للمرة الثانية يجعل العاصمة السعودية أول محطة خارجية له، وهذا ليس غريباً بحكم العلاقات الودية التي تربطه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكلمات الاطراء التي يذكرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب دوما بحق شخصية الأمير محمد، والاشادة بالاعمال والتطورات التي حصلت في المملكة العربية السعودية، ودول الخليج عموما.
وبحكم مكانة السعودية العالمية وكونها ركيزة من ركائز التغيير العالمي، واحد أهم الاضلع الرئيسية في عملية التوازن العالمي، وبناء عالم جديد.
نعم، نحنُ مُقبلون على "شرق اوسط جديد"، وبالفعل بدأ وانطلق، ولمسنا البناء والخطوات التي سيتحقق منها هذه المنظومة، وهذه الكلمة العظيمة التي قالها الأمير محمد بن سلمان، قبل سنتين واليوم نرى توهجها ومعالمها.
وفي هذه الزيارة رفعت العقوبات عن سورية، وقد أُعلنت من الرياض، وانطلقت هتافات العالم أجمع ترحيباً بهذا القرار.
دعونا نقرأ ما بين الأسطر، حول الزيارة التاريخية لرئيس أقوى دولة في العالم اقتصادياً، وثقافياً، وسياسياً، وتأثيراً، للمنطقة واجتماعه بزعماء الخليج، وزيارته لقطر والامارات بعد السعودية، ونتساءل كثيرا، وهُنا عُمق ما سأتحدث عنه، والعمود الفقري لهذه المقالة وللأحداث التي ستكون في المنطقة.
أولا: التجاهل الأميركي، وبالتحديد من الرئيس ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، والتجاهل التام لزيارته لتل ابيب، وتهميش كل القضايا المتعلقة بهذا الجانب، وعدم الحديث عن التطبيع أو الاتفاقيات "الابراهيمية".
ثانيا: عدم الخوض في القضية الفلسطينية أو غزة، وحرب غزة ولا عن التهجير الطوعي أو القسري!
وهنا نتوقف كثيرا (واقولها بالفم المليان): إن الاتفاقيات والعقود بمليارات الدولارات ليست هي الأساس ــ رغم أهميتها ـ الاّ أن الأهم ما هو أتى، بعد الزيارة، والاحداث التي ستطرأ والتغييرات الجذرية، التي ستحدث في المنطقة، لتكون "أوروبا الجديدة".
بعد مغُادرة ترامب للمنطقة، حمل معه عشرات الملفات، وتكوّنت عشرات اللجان، وجرى تكوين فرق عمل من خُبراء، ومُستشارين لتفعيل ما تم الاتفاق عليه، وما تم ترتيبه مُنذُ مجيء ترامب للبيت الأبيض، وما قبل ذلك بسنوات، أي قبل الانتخابات، وأثناءها، وبعدها.
الأمر لم يكن وليد الصُدفة، ولن يكون مجرّد اتفاقيات أُبرمت، بل ستكون انعكاسات إيجابية وتغييرات جذرية في المنطقة، سنراها قريباً.
كاتب سعودي