الأربعاء 21 مايو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا 'احنا مو غير'
play icon
كل الآراء

لا "احنا مو غير"

Time
الاثنين 19 مايو 2025
View
100
حسن علي كرم

من المعلوم ان هناك دعوة مفتوحة للرئيس الاميركي دونالد ترامب لزيارة الكويت، لكن ترامب زار الخليج وحطت عجلات طائرته الرئاسية في ثلاث من مطارات دوله، وهذا يعني ان زيارة الكويت لم تكن في اجندته.

زار ترامب لم يزر الكويت ليست هي القضية فالباب مفتوح امامه متى ما اراد فالدار داره ونحن ضيوفه، لكنه اظن وهذا في قرارات نفسي اقول زين اللي ما زارنا، فالقضية هنا ليست قضية استقبالات و بروتوكولات فهذه مقدور عليها وخبرة الكويت طويلة وعريقة، وناجحة في استقبالات رؤساء دول من ملوك ورؤساء جمهوريات شقيقة وصديقة، ويكون ترامب افضل من سابقيه من ضيوف الكويت.

لم يسنح لي الحظ لمتابعة خطوط رحلة ترامب الخليجية الا من خلال بضع مقاطع عرضت من على شاشة هاتفي النقال، وهي مجرد لقطات مبتورة وقصيرة وغير شاملة.

الزيارة كما وصفتها القنوات الاعلامية، لا سيما التابعة للمحطات الثلاث التي زارها الرئيس ترامب، لعل من اكثر ما لفت الانظار هو الصفقات المليارية التي حظيت بها الشركات الاميركية، واما ما قيل عن التريليونات هناك اعلام خبيث يبث الحسد ويشوه الحقائق والنظر الى اميركا والرئيس ترامب على انه عدو للاسلام وللعرب، وهذا لا يقوله الا جاهل وحاقد، وممن لا يرون ان علاقات الدول تكمن على مصالح.

التريليونات لن تدخل جيوب ترامب، ولا رصيده الشخصي، بس انتوا صفوا النية.

يبقى السؤال: هل كنا مستعدين لو فاجأنا ترامب بزيارة الكويت وحطت طائرته الرئاسية على ارض المطار، وليعذرني كل من يقرأ هذه المقالة، اذا قلت الكويت هي الاقدم والاكثر حضارة وثقافة والاتصال بالاخرين، لكن اليوم يختلف عن امس، الدنيا تغيرت، واحنا اقتنعنا بالموجود، واشغلنا انفسنا بهواجس لا وجود لها مثل العدوان والامن، و"كويتي اصيل" و"كويتي تقليد".

هل هذا المراد من بناء دولة وحضارة وثقافة، من هنا يحق لكل مواطن غيور على وطنه الكويت ان يسأل لماذا تركنا التقدم الحضاري الذي يعيشه العالم، لا سيما اشقاؤنا في الخليج، واشغلنا انفسنا بالخزعبلات.

كنا اول، وكنا القدوة، وكانوا ينظرون لنا باعجاب، والان نحن ننظر لهم باعجاب ونراهم اسوة وقدوة، هل هم مغامرون، ونحن عقلاء، او هل هم يبحرون للمجهول، ونحن على اقل سليم وصراط مستقيم؟

ترامب ليس هو القضية، زارنا ام لم يزرنا، فهناك ثلاث دول خليجية غابت عن رؤيته، لكن نحن علينا ان نعترف ان اخوتنا الخليجيين سبقونا في الحضارة الاف الاميال، وكل ذلك كونهم يعملون بلا تفسيرات ووساوس، وكأن القيامة خلف ابوابنا، نحن بصراحة مكبلين بالرجعية الدينية التي نجحت بالسيطرة وجر البلاد الى مصالح خاصة، وكأن الاسلام خاص بنا، وليس فكراً انسانياً، ودعوة مفتوحة لكل بني البشر.

نحن ينبغي ان نغير جلدنا ونخرج من عقلية "احنا غير"، لا "احنا مو غير"، نحن لسنا ملائكة ولا ابرارا، خلونا نعيش كما يعيش الاخرون، ففي النهاية لن نكون الا نحن لنفتح، عقولنا من اجل وطن عزيز يطلب منا العمل والاخلاص والتضحية، ان الكويت منحة من رب العالمين.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار