حوارات
تشير الاعتقادات الشخصية في هذه المقالة الى مجموعة القيم والمبادئ، ووجهات النظر والآراء الشخصية، التي تتراكم في عقل الانسان نتيجة تجاربه الحياتية الخاصّة.
ويكون جانب منها متناقض ومخالف لوقائع الحياة اليومية الحقيقية، وعالم الواقع الذي يعيشه كثير من الناس العاديين.
ومن بعض أسباب هذه الظاهرة النفسية، وكيفية مقاربة الاعتقادات الشخصية مع الواقع الحياتي الحقيقي، نذكر ما يلي:
-الأسباب: يتفاوت المنظور الشخصي تجاه العالم الخارجي وفقاً لطبيعة، وحجم وحدود التجارب الحياتية الشخصية، وفي كل الأحوال يستمر المنظور الشخصي (الإدراك الشخصي) مختلفاً نوعاً ما عن الواقع الحياتي بسبب انحصاره ومحدوديته، تحت مظلة تجارب حياتية شخصية ناقصة.
كذلك بسبب عدم امتلاك مهارة التفكير النقدي عند كثير من الناس، وعجز بعضهم عن التفكير خارج الصندوق الذهني المحدود، وربما بسبب ضيق الأفق الاختياري، والتسرّع في إطلاق الأحكام الشخصية تجاه ما يوجد في العالم الخارجي، قبل أن يتأكّد الفرد من صحّة وصدق معلوماته الشخصية عن الواقع الحياتي.
وربما بسبب عدم الرغبة في امتلاك مهارات التفكير المرن، والالتزام بمبادئ التفكير والحس السليمين، أثناء التعامل مع الآخرين في الحياة العامة، وربما بسبب إصرار المرء على مصاحبة ومجالسة أفراد لا يمتلكون أقداراً مناسبة من التجارب والحكمة الحياتية.
-مقاربة الاعتقادات الشخصية مع الواقع الحياتي: تنسجم وتتوافق الاعتقادات الشخصية مع الواقع الحياتي كلّما صحّت وصدقت هذه الاعتقادات، واستندت على معلومات صحيحة ودقيقة، عمّا يجري ويحدث فعلاً في الواقع، وعندما يمتلك الفرد القدرة على التفكير الموضوعيّ، والنقدي والمرن: تجاه أمور وشؤون الحياة الاعتيادية، تتوافق مبادئه واعتقاداته ونظراته الشخصية مع واقع الحياة، وبالتواضع وبمعرفة القدر الحقيقي للنفس.
وكلما توقّف الانسان عن الانغماس السريع في التفكير العاطفي تجاه أمور وشؤون حياتية تتطلّب التفكير الموضوعي، انسجمت اعتقاداته وسلوكياته الشخصية مع الواقع الحياتي الملموس (التفكير خارج الصندوق).
وكلما مارس الفرد التأمّل الفكري العميق تجاه اعتقاداته ونظراته وآرائه الشخصية بهدف تمحيصها، والتأكّد من صحّتها وصدقها،اتّفقت مع ما يجري ويحدث فعلاً في الواقع الحياتي الاعتياديّ.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@