مختصر مفيد
كانت رحلة الرئيس ترامب إلى السعودية وقطر والامارات ودية، ومثمرة لمصلحة الجميع، حيث استقبل بحفاوة بالغة بين 13 و16 مايو الجاري، وابرمت اتفاقيات مشتركة من الاستثمارات تقدر بمئات المليارات مع الجانب الاميركي، فيما صرح ترامب علانية بأنه يحب ولي العهد السعودي، في تناقض صارخ مع العلاقات السعودية - الاميركية في عهد جو بايدن، الذي وصف السعودية بأنها بلد منبوذ.
وامتدح ترامب القطريين فقد ساهموا في ابرام اتفاق خلال إدارة ترامب الاولى لإنهاء الحرب الاميركية في أفغانستان، وانهم يؤدون دورا رئيسيا في اطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس" في غزة، وإنهاء حرب اسرائيل هناك.
كذلك امتدح الامارات، وقال انه سيعامل الامارات "بشكل رائع"، وان الشيخ محمد كان رجلا رائعا، وجال في بيت العائلة الإبراهيمية، وهو مجمع افتتح عام 2023، ويضم مسجدا وكنيسة وأول معبد يهودي في الامارات، ويهدف لتعزيز التعايش بين الأديان.
كذلك التقى الرئيس السوري احمد الشرع، وأشاد به، وقال سأرفع العقوبات عن سورية، بطلب من الامير محمد بن سلمان، فانطلق السوريون والعرب يحتفلون، وأشادوا بالأمير محمد، وأخيرا قال ترامب انه يريد التوصل الى اتفاق مع ايران، لكن عليها ان تتوقف عن رعاية الارهاب والجماعات الوكيلة، وان تتوقف بشكل دائم عن السعي للحصول على السلاح النووي. كما تعهّد بحل مشكلة أهالي غزة وهم تحت الحصار الإسرائيلي.
لا شك ان هذه تطورات إيجابية ومشجعة، إلى درجة أن مدير معهد دول الخليج العربية، محمد سليمان، صرح إلى مجلة "فورن بوليسي" بأن "الخليج هو أوروبا الجديدة".
نقول هذا، ثم يأتي كتاب تافهون أو حاقدون، يحملون مشاعر الكراهية للعرب والعالم الإسلامي، فينشرون في الصحف البريطانية والاميركية، ويستهزئون بالعرب، ويشاركهم عرب اكتسبوا جنسية البلد الذي يعملون فيه، وذلك لاظهار امتنانهم لأسيادهم، بل يهاجمون المنطقة العربية حتى يثيروا اعجاب أصحاب الصحيفة التي يكتبون فيها، مثل المدعو طه الحاجي في مجلة "فورن بوليسي"، الذي كتب مقالة اثناء زيارة ترامب للمنطقة بعنوان "السعودية تعدم أكبر عدد من الناس من أي وقت مضي"، المنشور في "فورن بوليسي" يوم 16 مايو الجاري، وهو سلوك مقصود في توقيته للإساءة للسعودية، هذا نموذج فقط، فهناك صحافيون أوروبيون وأميركان على شاكلته.
حتى كتاباتهم تجدها سخيفة وأقولها عن تجربة، انهم لا يحللون الحدث السياسي خطوة خطوة: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، بل فكرهم يتخبط، فيأتيك احدهم، مثلا، فيكتب عن امر سياسي لكنه كمن يقول: 79،3،23،2،17... وهكذا، فلا تخرج منهم بمعلومة نافعة.
بينما لكتابة المقالة ينبغي ان نذكر الأسباب، ونأتي بالمصدر، إن أمكن، ثم الحل، هكذا، لا نهاجم فورا دول الخليج، ونصفها بالمستبدة، لكن ماذا عنكم يالمجتمعات الغربية، كل حياتكم جرائم، ومشردين في الشوارع، وضرائب تكسر ظهر المواطنين، وحمل سلاح وقتل، ومثليين، واخلاق شاذة.
رددت على مقالة في "فورن بوليسي" لكاتب احمق يصف حكام الخليج بالمستبدين، وقلت نعيش في الخليج برفاهية ونعمة ونحب حكامنا، ونملك منازل، بينما تعيشون انتم في مجتمع مليء بالجرائم، والضرائب تكسر ظهوركم مع اخلاق سيئة، لذلك اختار انكليز الإقامة في الامارات لكثرة الضرائب والجرائم في بريطانيا، هكذا تقول صحفهم، ونقول فـر اميركيون، واختاروا الاقامة في فرنسا، واختارت اميركية الاقامة في الكويت.
لاأدري لماذا تمقت الصحف الغربية العرب، وتبتعد عن الحياد والموضوعية في التحليل؟
[email protected]