يبحث خلالها ترسيخ التعاون ويقدم الشكر على الدعم الإنساني المقدم منذ 2011
"السياسة" ـ خاص
كشفت مصادر سورية مطلعة لـ"السياسة"، أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور الكويت نهاية الشهر الجاري، في زيارة تعد الأولى له إلى البلاد منذ توليه قيادة المرحلة الانتقالية.
وقالت المصادر: إن الشرع سيستكمل زياراته الخليجية إلى سلطنة عمان، بعد أن زار في وقت سابق المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر والبحرين.
وأضافت: إن الشرع سيبحث مع القياة السياسية ترسيخ التعاون بين البلدين، وسيشكر الكويت على مواقفها في دعم السوريين سياسيا وماديا واستضافتها لأكثر من مؤتمر للدول المانحة، وتقديمها مساعدات كبيرة منذ عام 2011، ودعمها الإنساني الذي لم ينقطع وآخره الجسر الجوي، عقب إسقاط النظام السابق.
وأوضحت المصادر ان ملف الاستثمار في سورية سيكون حاضرا خلال المباحثات، مشيرة في هذا الشأن إلى استقبال الشرع لوفد من رجال الأعمال الكويتيين برئاسة بدر ناصر الخرافي الثلاثاء الماضي.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر أن الرئيس الشرع التقى أول من أمس عددا من الوزراء ومديري الهيئات المعنية، لمناقشة مشروع صياغة قانون الاستثمار وتعديلاته، بما
يسهم في تعزيز بيئة الأعمال، ويواكب متطلبات المرحلة المقبلة والانفتاح الاقتصادي الواسع الذي تشهده سورية.
وأشارت إلى إصدار الرئيس السوري، الأحد الماضي، قرارا بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، استناداً إلى الإعلان الدستوري للبلاد، إيماناً بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية كركيزة أساسية لبناء دولة القانون، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، مبينة أنها "تهدف إلى كشف وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السابق بحق المواطنين، ومحاسبة المسؤولين عنها، بالإضافة إلى تعويض الضحايا وجبر الأضرار التي لحقت بهم".
وأوضحت أن المحاسبة ستشمل أيضا رجال أعمال سابقين في عهد النظام السابق، أساؤوا إلى البلاد عبر ارتكابهم عمليات نصب في دول خليجية أيضا، مشددة على أن المحاسبة ستكون وفق الأطر القانونية.
وأكدت ان سورية تمثل أرضا خصبة للاستثمار فهي بحاجة إلى إعادة إعمار، لا سيما بعد رفع العقوبات الأميركية من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يفتح الباب أمام الاستثمارات الخليجية ومنها الكويتية لتكون في طليعة المستثمرين في إعادة بناء سورية والاستفادة من الفرص الكثيرة المتاحة في جميع المجالات.
وقالت المصادر: إن سورية الجديدة تسعى إلى الانفتاح على محيطها العربي، وزيارة الرئيس السوري تحمل تحية وتقديراً للشعب الكويتي على دعمهم المستمر للشعب السوري طوال السنوات الماضية سياسيا وإنسانيا، مضيفة: إن "المرحلة الحالية في سورية تشهد تغييراً في السياسة الخارجية، حيث تعود البلاد إلى جذورها العربية".
وفيما يتعلق بالملف الأمني، أكدت المصادر أن القيادة السورية تعمل على ترسيخ الأمن، مشيرة إلى دعوة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، أول من أمس، المجموعات المسلحة الصغيرة التي لم تندمج بعد مع الأجهزة الأمنية إلى القيام بذلك في غضون "عشرة أيام".