وفق توقعات خبير الطقس الاشهر عيسى رمضان فإن "العواصف الغبارية مرشحة للزيادة صيفاً جراء تأخر تساقط الامطار فزاد الجفاف وقلص الغطاء النباتي".
قبل سنوات قرأنا ان الحكومة بصدد زراعة مليون شجرة على الحدود، تخفيفاً لموجات الغبار التي تأتينا من الشمال والجنوب، وقد استبشرنا خيراً، وأن تتحرك الحكومة وتستشعر فداحة موجات الغبار التي تجتاح الكويت.
وظننا أن ثمة جدية وصدقية في معالجة مسألة تأخرت الحكومة فيها، إذ كان ينبغي معالجتها من سنوات بعيدة، فالغبار الشديد الذي كان ولا يزال يهب علينا ليس على الارجح انتاجاً محلياً، بمعنى ليس من داخل الكويت، وتسلله مثل تسلل البشر الذي عجزت السلطات الامنية عن حل معضلته حتى الساعة، فيما كثير من المخلصين اقترحوا على الحكومة بناء سور "كونكريتي" مكهرب يحيط بالكويت من الجهات المكشوفة، إلا أنها تجاهلت المقترح الشعبي، واكتفت بغرز انابيب لا تمنع حتى الطيور او الكلاب الضالة، ولذلك لم يتوقف التسلل براً او بحراً، والى الله المشتكى.
الغبار مع الطقس الجهنمي الذي تقفز فيه درجة الحرارة خلال ساعات الذروة إلى ما فوق الخمسين درجة في الظل، وعلى هذا الاساس نقول بصراحة: حكومتنا كأنها لو كان بينها وبين الشعب عداوة، لذلك نرى أن كل الخدمات التي يفترض موجودة لخدمة وراحة الشعب، قلماً تحركت الى انجازها، ومنها الى سبيل المثال لا الحصر الشوارع المكسرة، والتي تحركت العزيزة وزيرة الاشغال لتعمر ما افسدته الدهور، وهي مشكورة على جهودها وجهود الكادر الفني الذي يشرف على اعمال الشركات المنفذة.
نعود الى الطقس الحار والغبار، وهما عدوان قاتلان للاخضر واليابس في بلد يعيش اهله بالنوايا الشفافة والقلوب الخضراء النظيفة، لكن حكومتنا ترفض جعل بلادنا خضراء، لان في نظرها الدلع الزايد مضرة ومفسدة.
دول شقيقة سارعت الى نقل تجربة الامطار الاصطناعية اليها صيفاً، وكانت تجربة ناجحة ومنتجة ومثمرة، ونحن نعاني من البخل في ما اكرمنا الله، وندفع بسخاء إلى دول ونبخل على شعبنا ووطننا بالراحة والرفاهية.
المطر الاصطناعي تجربة ناجحة ومجربة، فلماذا لا تبادر الحكومة الى نقل التجربة هذه إلى الكويت، وترحمنا من الغبار القاتل والمضر لصحة الانسان والحيوان؟
المبادرات قليلة، بل نادرة، في بلد التريليون دولار استثمارات خارجية، ونحن طقس الماء يغلي فيه والاسفلت يتحول إلى افران للطبخ، والكهرباء يقفز مؤشرها إلى الخط الاحمر، وكل ذلك والحكومة كأن الامر لا يعنيها، لان الوزراء في اجواء باردة منقولة من الاسكيمو.
ليت حكومتنا تتحرك، فالمطر الاصطناعي كما قلنا مجرب،
صحافي كويتي
[email protected]