الاثنين 30 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لاَ تَتَحَمَّسْ...هَدِّئ من روعك
play icon
كل الآراء

لاَ تَتَحَمَّسْ...هَدِّئ من روعك

Time
الثلاثاء 20 مايو 2025
View
50
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولا" (الإسراء 11).

التَّحمُّسُ هو الاندفاع في اِتّخاذ موقف، نفسي أو فكريّ، مصيريّ، كان سلبياً أو إيجابياً، وأحياناً بشكل متسرّع للغاية، فيأتي بنتائج عكسية، لا سيما عندما يتجاوز خلاله المرء الحدود المنطقيّة في التأثّر العاطفي أو الوجداني تجاه فكرة معيّنة، أو ظرف حياتي موقّت.

ولا يفرط في تحمّسه إلا فاقد النضج النفسي والفكري المناسب، ومن بعض أسباب التحمّس المفرط، وعواقبه، وكيفية السيطرة عليه، نذكر ما يلي:

-أسباب الافراط في التحمّس: ينغمس الشخص في التفكير العاطفي المفرط، فيتحمّس تجاه فكرة، أو شخص، أو وضع حياتي معيّن، بلا أن يوجد لديه دليل منطقيّ على أنّ الأمر يتطلّب الحماسة الزائدة.

فكثير من التحمّس يرتكز غالب الوقت على انطباعات وتصوّرات أوليّة متسرّعة وخاطئة منطقيّا، وعلى فرضيّات فكرية مشوّشة، واستنتاجات فكريّة مضطربة، وكلّما قلّ النضج النفسي عند أحدهم، اِضطربت عنده البوصلات الفكرية والنفسية، واِنخفضت عنده قوّة التفكير، واِندفع في قراراته.

ومن يخالط المندفعين والمتهوّرين والسفهاء لا بدّ أن يتأثّر بطيشهم وتهوّرهم، وعندما يضعف ضبط النفس عند أحدهم، يتحمّس ويغلو في مواقفه، وعندما تضطرب بصيرة أحد الأفراد، تختلط في عقله الأفكار والتصوّرات، وتتعطّل لديه الآليات الذهنية المسؤولة عن التفكير السليم، ومن لا يتأنّى يتحمّس لأتفه الأسباب، وفي التأنّي السلامة، وفي العجلة الكثير من الندامة.

-الاعتدال في الحماسة: يمكن للانسان السيطرة على ردود فعله عندما يحرص على ضبط نفسه، ويتمكّن من ضبط نفسه عندما يبدأ يعوّدها على الاعتدال في القول والفعل، ويعتدل الشخص عندما يتأنّى في تفكيره العاطفي، ويعطي نفسه مجالاً أوسع لممارسة التفكير الموضوعي تجاه ما يراه، أو يسمعه، أو يتعرّض له في حياته، وربما يجدر به أحياناً تصنّع الهدوء والتأني والرويّة حتى يتقنها، ويعتدل الفرد في تصرّفاته عندما يسعى جاهداً، وبشكل مستمر الى تقوية مناعته النفسية عن طريق زيادة وعيه الظّرفي، وتعويد نفسه على الانفصال العاطفي الاختياري.

وباكتساب مهارة التعامل الفعّال مع الآخرين، والتعامل البنّاء مع الضغوط النفسية، والتركيز الذّهني، فَهدِّئ من روعك، ولا تتحمّس.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار