واشنطن تحرر الصادرات من القيود... والشيباني: تعبنا من الحروب
دمشق، عواصم - وكالات: فيما بدأت الولايات المتحدة الأميركية عملها لرفع العقوبات عن سورية، أعطت دول الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر أمس، لرفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، في محاولة لدعم تعافي سورية، وأكدت مصادر أن سفراء الدول الـ27 الأعضاء في التكتل القاري توصلوا الى اتفاق مبدئي بهذا الشأن، وسط توقعات بأن يكشف عنه وزراء خارجيتها رسميا ليل أمس.
وأكد ثلاثة مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت مراجعات فنية للعقوبات المفروضة على دمشق، تمهيدا لرفعها، وأوضحوا أن وزارة الخزانة الأميركية ستصدر تراخيص لسورية حتى رفع العقوبات، كما أشاروا إلى أن إدارة ترامب سترفع القيود على صادرات سورية لمساعدتها في بناء اقتصادها، بينما أعرب وزير الاقتصاد السوري نضال الشعار، عن تقدير بلاده العميق للسعودية على دعمها الكبير في مساعي رفع العقوبات الأميركية، مؤكداً أن عبارات الشكر لا تفي المملكة حقها نظير هذا الدور المحوري، مشيراً إلى أن الخطوة تفتح الباب أمام مرحلة اقتصادية واعدة تعزز من فرص إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات.
من جانبه، أكد وزير الخارجيَّة والمغتربين السُّوري أسعد الشيباني أنّ تهديدات أمنية مشتركة تواجه سورية والأردن، مشيرا إلى أن رفع العقوبات الأميركية والأوروبية سينعكس إيجاباً على سورية والمنطقة، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق إن الاعتداءات الإسرائيلية على بلاده لا تهدد سورية فقط بل جميع المنطقة وتمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، ومنذ اليوم الأول قلنا نريد سورية مستقرة فالشعب السوري تعب من الحروب.
وأضاف "وقعنا اتفاقية لإحداث مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح بلدينا"، لافتا إلى أنه تم بحث ملفات الطاقة والنقل وتم التوقيع في عمان على مذكرة تفاهم بإنشاء مجلس تنسيق عال بين الطرفين، مؤكدا أن هناك توجيهات وأوامر بتعزيز العلاقات وتسهيل الإجراءات على المستويين السياسي والحكومي، مشددا على أن التنسيق الاقتصادي مع الأردن بدأ منذ اليوم الأول بعد التحرير وسيساعد رفع العقوبات على تعزيز هذا التعاون في مجالات النقل والطاقة وكل المجالات، وقال "نتحدث مع الولايات المتحدة وأوروبا وجميع الدول من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق عام 1974"، مثمنا موقف الأردن الرافض للتدخلات الإسرائيلية في سورية التي تهدد المنطقة بأسرها واستقبال اللاجئين السوريين لسنوات.
بدوره، دعا الصفدي إسرائيل أن تحترم سيادة سورية وتنهي احتلالها للأرض السورية، معتبرا الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب سورية اعتداء على الأردن واستقرار سورية يتطلب وقف كل التدخلات الخارجية، مؤكدا أن ما يهدد أمن واستقرار سورية يهدد أمن الأردن واستقراره، معتبرا الأردن بوابة سورية إلى الخليج والعالم العربي وسورية بوابة الأردن إلى أوروبا، مؤكدا أن الشعب السوري قادر ومنجز وإذا أعطي الفرصة سيحقق قصة نجاح جديدة.
على صعيد آخر، رحب الاتحاد الأوروبي بإعلان السلطات السورية تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية والهيئة الوطنية للمفقودين، معتبرا الخطوة تقدما مهما نحو تحقيق العدالة الشاملة وكشف الحقيقة التي يستحقها الشعب السوري، قائلا إن جهود العدالة الانتقالية تشكل أساسا ضروريا لتحقيق المصالحة والسلام المستدام، والتحقيق في مصير جميع المفقودين سيكون خطوة محورية لتخفيف معاناة العائلات والمجتمعات المتأثرة، داعيا السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان أن يتم تنفيذ الخطوات بشفافية وحيادية وشمولية وبما يتماشى مع المعايير الدولية للعدالة، مشددا على ضرورة إشراك الهيئات الدولية المعنية ومنظمات المجتمع المدني السورية والدولية في العملية لضمان مصداقيتها وفعاليتها.