الرياضة من الشغف إلى الشراكة

بوضوح

عشت الرياضة لاعباً وإداريا، ثم حُمّلت شرف المسؤولية القيادية، فشهدت تحولات كبيرة في بيئتنا الرياضية.

ومع كل مرحلة، كنتُ أزداد يقيناً أن الرياضة ليست مجرد هواية، أو ترف رغم حجم الأموال المخصصة لها، بل هي ضرورة وطنية ومجتمعية، وصناعة قادرة على بناء الإنسان وتعزيز الانتماء.

الرياضة اليوم تواجه تحديات حقيقية: ضعف في البنية المؤسسية الإدارية، وانفصال بين الرياضة المدرسية والمجتمعية، وتضاؤل الاستثمار في قدرات الشباب، رغم أنهم يشكّلون أكثر من 70 في المئة من سكان الكويت.

الرياضة تحتاج إلى إعادة نظر، وغربلة، أن تكون ضمن أولويات التنمية، بوصفها شريكاً في الصحة والتعليم والهوية، لا قطاعاً هامشياً يستمر من دون رؤية وأهداف.

أدعو إلى بيئة رياضية عادلة وشاملة، تدعم ذوي الإعاقة واصحاب الهمم، والإعتزاز بانتصاراتهم، وهذا ما رأيناه بتكريم القيادة لهم، كما لا بد من منح المواهب فرصاً متكافئة، كما لا بد أن نُفعّل دور الإعلام الرياضي المهني، القادر على التنوير لا على التهويل، ويعمل لتعزيز الوعي لا النزعة الاستهلاكية.

التقنية اليوم باتت شريكاً لا غنى عنه في عالم الرياضة، من التدريب الذكي إلى التسويق الرقمي.

ومن المهم أن نُلحق مؤسساتنا بهذه الموجة، ونعقد شراكات حقيقية مع القطاع الخاص لبناء صناعة رياضية تُولّد فرص عمل، وتُعزز حضور الكويت إقليمياً.

أؤمن بأن الرياضة بدأت من الفريج والمدرسة والنادي ومراكز الشباب، إذا أردنا نتائج مشرّفة، فلنُؤسس منظومة تزرع القيم قبل الألقاب، وتصنع الإنسان قبل البطل.

الرياضة بالنسبة لي هي التزام ومسؤولية، وهي، إن أُحسن توجيهها، قادرة على أن تكون قوة ناعمة مؤثرة مجتمعياً، ترفع من شأن الدولة، وتعزز ريادتها وتُوحّد المجتمع، وتفتح آفاقاً رحبة للشباب.

* * *

نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، تحت قيادة سيدي حضرة صاحب السمو الأمير، وسمو ولي العهد حفظهما الله.

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.