الفرق بين القمة الخليجيّة - الأميركيّة والقمة العربيّة

صراحة قلم

شهدت المنطقة الأسبوع الماضي قمتين، الاولى القمة الخليجية- الأميركية في الرياض، والثانية القمة العربية في بغداد.

الاولى كان جدول أعمالها مزدحما بالاتفاقيات السياسية والتجارية، وتكللت بالنجاح، ومنها موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلغاء العقوبات عن سورية، والافراج عن أموالها المجمدة في البنوك العالمية، وتوقيع اتفاقيات تجارية بتروليونات الدولارات، بعضها تتعلق بتوطين بعض الصناعات في المنطقة.

أما القمة العربية، فقد فشلت قبل أن تعقد، وذلك بسبب ضعف تمثيل الدول العربية فيها، فلم يحضرها إلا ثلاثة رؤساء، أمير دولة قطر الأمير تميم، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أما الباقي فاقتصر تمثيلهم على نواب رئيس وزراء، ووزراء خارجية، ونواب وزراء.

ضعف التمثيل العربي في القمة له أسباب عدة أمنية، وسياسية، ومنها الضعف الأمني الذي يعاني منه العراق، فرغم أن الحكومة لديها قوة أمنية عسكرية، إلا أن هذه القوة مخترقة من المليشيات العسكرية التي تأتمر بأوامر ولاية الفقيه في طهران، ولقد شاهدنا الكثير من الأحداث الأمنية التي عصفت بمدن العراق بسبب هذه المليشيات.

ومن الأسباب السياسية، توتر العلاقات بين العراق وبعض الدول العربية، ففي الكويت، لا تزال الميلشيات العراقية تزعم أن خور عبدالله الواقع في جزيرة بوبيان، أكبر جزيرة كويتية، هو خور عراقي، في محاولة لتعطيل انشاء ميناء مبارك الذي تعكف الكويت على إنشائه حاليا، وذلك بتهديدها المستمر للكويت، وتنظيمها لحملات إعلامية تهاجم فيها الكويت ليل نهار.

أما سورية، فقد هددت هذه المليشيات باغتيال الرئيس السوري، المعترف به دوليا، أحمد الشرع إذا دخل بغداد.

كما أن التغلغل الإيراني في العراق، وتحكمه في قراره السياسي، أحد أسباب ضعف التمثيل العربي فيها، ففشلت القمة قبل أن تعقد.

أما مخرجات هذه القمة، فهي كالعادة شفوية، ليس لها أي تأثير فعلي على أرض الواقع، فتبقى حبراً على ورق يوضع في الأرشيف للذكرى، وذلك بسبب تعارض مصالح الدول العربية، التي اتفقت على ألا تتفق.

al_sahafi1@