سُوءُ الْمُعَامَلَة يوغِر الصدر

حوارات

قالت العرب قديماً: من وَغَرْتَ صدره اِستدعيت شرّه.

والوغرة هي شدّة الحر أو الاحتراق، ووغر الصدر يعني إيقاده بالغيظ وبالحقد، لا سيما بشكل يؤدّي الى إيجاد رغبة شديدة في الانتقام ممن تعمّد اساءة المعاملة.

وأعتقد أنّ العاقل في عالم اليوم المضطرب يجدر به البدء بالتعامل بشكل حسن مع كل الناس، قدر ما يستطيع، وأن يمتنع عن الاندفاع في سوء التعامل معهم.

ومن بعض أمثلة سوء المعاملة التي توغر الصدر، وكيفية استبدالها بما هو أفضل منها، نذكر ما يلي:

-أمثلة سوء المعاملة: يسيء المرء معاملة الانسان الآخر عندما يتعمّد بالأخصّ التعامل الدّوني معه وإهانته، والغلظة في الكلام مع شخص عزيز النفس، وممّا يوغر الصدر لا محالة، ولا بدّ أن يوقد الحقد الشديد، ويشعل الرغبة الجنونية في الانتقام ممن أساء المعاملة هي إهانة الوالدين، والاستخفاف بذوي المروءة، وإساءة الجاهل لصاحب العلم.

وتقليل اللئيم قدر كريم النفس، وبإشعار الآخر عن طريق معاملته بشكل معيّن أنه لا قيمة له، أو تجريده من سماته الإنسانية، وإساءة معاملة الجار، وازدراء رجولية الرجل، والتَّعريض المُهِين بحسب أو بنسب أحدهم، أو سبّ آبائه وأجداده، أو جعله موضوع تندّر وهو غائب، أو جعل شؤونه العائلية وحياته الخاصة موضوعاً للحديث مع الآخرين.

والغيبة والنميمة تصل أخبارها للضحية ولو بعد حين، وإهانة المسكين أو الفقير، أو الضعيف، والاستهزاء بالآخر، أو إهانته أو استغلاله وقت ضعفه.

-بدائل سوء المعاملة: الحنكة في التعامل مع كل الناس خيار منطقيّ بالنسبة للإنسان العاقل، ومداراتهم قدر الاستطاعة تكشف عن زيادة عقل المرء، والتعامل الحسن مع كل شخص حتى يثبت عدم استحقاقه بديل ناجح عن البدء بالمعاملة السيّئة ظنّا بصدق مقولة سوء الظنّ عصمة، ومدح الآخر في سماته الأخلاقية، والتغافل المنطقي عن عيوبه البشرية المتوقّعة يدفعه مع مرور الوقت إلى أن يكون حَسَنَ الخلق، والتزام مبادئ المروءة يُفضي الى المعاملة الحسنة، والابتسامة في وجه المسلم، وقول المعروف، صدقة، وإنزال الأفراد مقاماتهم الحقيقية بديل ناجح عن الاستخفاف بهم، فكن حَسَنَ التعامل تربت يداك.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@