قصص إسلامية
قدّمت لنا حضارتنا العديد من الرجال الذين نهضوا بالأمة الإسلاميّة، وعُني التاريخ الإسلامي بعلم التراجم وتراجم الرجال وحياة الأعلام من الناس عبر العصور المختلفة، ومنهم:
تشنغ خه، وهو بحار صيني مسلم واسمه الإسلامي حجي محمود شمس الدين، ولد عام 1371ميلادية، في أسرة مسلمة تدعى "ما" من قومية هوي في مقاطعة يونان، في جنوب غربي الصين.
تربى في بلاط الأمير تشو دي من أسرة مينغ، أمير منطقة يان (منطقة بكين حالياً).
كلفه الإمبراطور الصيني الثالث من أسرة مينغ بسبع رحلات بحرية استكشافية حول العالم بين عام 1405 و 1433ميلادية، وجابت أساطيله الهائلة أرجاء العالم، بما في ذلك الوصول إلى سواحل أميركا الشمالية، قبل وصول كولمبوس إليها بفترة طويلة، وكان أسطول تشنغ خه (محمود شمس الدين) يتألف من 62 مركبا عملاقا.
كانت طواقم هذه السفن تضم الكثير من البحارة والجنود والمسؤولين، والأطباء، وفلكيين، وعشرات من المهنيين، كالحدادين والنجارين والطهاة والخياطين، فضلا عن حشود من المترجمين الذين يتقنون العديد من لغات العالم.
ورحلاته ليست فقط استكشافية، إنما كذلك تجارية،
حيث كان يحمل الكثير من الحرير الصيني، والأواني الخزفية، والعملات النحاسية لتتم مقايضتها لقاء التوابل الاستوائية، والأخشاب العطرة، والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، والحيوانات النادرة من أجل الإمبراطور الصيني.
وقد أسلمت أعداد كبيرة من أبناء جنوب شرقي آسيا على يديه، وفي الوقت نفسه هاجر كثير من أبناء الصين إلى هناك، ولا يزال أحفادهم منتشرين في إندونيسيا وماليزيا، وسنغافورة وبروناي، حتى زماننا هذا.
وترك تشنغ خه برحلاته البحرية السبع انطباعا عميقا في نفوس الصينيين والأجانب، وفي الوقت نفسه هاجر كثير من أبناء الصين إلى هناك، كما رسم الرحالة الصيني المسلم تشنغ خه سنة 1418ميلادية، خريطة تظهر فيها الأميركتين قبل اكتشاف كولومبس لها!
لا يعرف تاريخ وفاة تشنغ خه على وجه التحديد؛ إلا أنه من المؤكد أنه مات بين عامي 1433-1435ميلادية.
وقد تم بناء قبر لتشنغ خه في نانجينغ تخليداً لذكراه.
وهذا النص مأخوذ من كتاب"تاريخ أسرة مينغ"، بتصرف.
إمام وخطيب
[email protected]