إسرائيل تخطط "منفردة" لضرب إيران بعد انتهاء المحادثات مع أميركا

أسعار النفط تقفز... وطهران: تخصيب اليورانيوم مستمر سواء تمّ التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أم لا

طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية بعد انتهاء المحادثات النووية الحالية بين طهران وواشنطن، ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى الضربة المحتملة، مشيرين إلى أنه لم يتضح إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قرارا نهائيا، وأبلغ مصدر إسرائيلي الشبكة أن إسرائيل لن تقبل صفقة سيئة مع إيران، مؤكدا أن إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد.

وبينما أشارت "سي إن إن" إلى أن ذلك يأتي في وقت يسعى فيه الرئيس دونالد ترامب إلى اتفاق مع طهران، اعتبر مسؤولون أميركيون تنفيذ الضربة سيكون خروجا صارخا عن نهج الرئيس الأميركي وقد يؤدي لإشعال صراع أوسع في الشرق الأوسط، منوهين بأنه لا دليل قاطع على أن قيادة الاحتلال الإسرائيلي اتخذت قرارا نهائيا بتنفيذ الهجوم، مشيرين لوجود خلافات داخل الإدارة الأميركية بشأن مدى احتمال أن تقدم إسرائيل على الخطوة، بينما أفاد مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأميركية بتزايد احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، قائلا إنه إذا تم التوصل لاتفاق بين ترامب وإيران لا يتضمن التخلص الكامل من اليورانيوم الإيراني، فإن احتمال تنفيذ الضربة سيصبح أكبر.

وعلى الفور، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط في تعاملات أمس عقب إشارة شبكة "سي.إن.إن" للتقارير الاستخباراتية الأميركية، حيث ذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أن سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي ارتفع إلى نحو 66 دولارا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأميركي بنحو 3.5 في المئة قبل أن يفقد مكاسبه.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده ستستمر بتخصيب اليورانيوم سواء توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي أم لا. وردا على نظيره الأميركي ماركو روبيو الذي شدد خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ أمس على ضرورة وقف إيران لتخصيب اليورانيوم، قال عراقجي "قدّمنا سابقاً ردّنا على المطالب غير المنطقية، وهذه التصريحات غير المعتادة لا تُسهم في دفع المحادثات قُدماً".

وتابع: "موقفنا واضح تماماً: التخصيب مستمر سواء تمّ التوصل إلى اتفاق أم لم يتم ذلك. وإذا كانت الأطراف الأخرى ترغب في الشفافية بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، فنحن مستعدون لذلك، ولكن، في المقابل، يجب أن يُفتح باب الحوار بشأن رفع العقوبات الجائرة التي فُرضت بذريعة مزاعم حول برنامجنا النووي"، وأضاف "إذا استمرت المطالب المفرطة، وسعوا إلى حرماننا من حقوقنا، فلن يكون هناك مجال للقبول بذلك"، وختم قائلاً: "نُجري حالياً تقييماً بشأن مشاركتنا في الجولة القادمة من المفاوضات أم لا. وسنواجه المبالغات والمطالب المفرطة ، لكننا لم نتخلّ يوماً عن المسار الديبلوماسي".

من جانبهم، شدد نوّاب في البرلمان الإيراني على أن مستوى التخصيب لن يُقيّد بنسبة أقل من 20 بالمئة، قائلين إن الأمر "سيتم بما يتناسب مع احتياجات الشعب الإيراني اليومية ولأغراض سلمية"، مؤكدين أن الشعب الإيراني لم يسعَ يوماً إلى امتلاك سلاح نووي ولن يسعى إليه، وأضافوا: "نحن نواب البرلمان نؤكد بشكل صريح أننا لن نتنازل إطلاقاً عن حقوقنا النووية". إلى ذلك، صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية الشراكة الستراتيجية بين موسكو وطهران، بينما كشفت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية أن إيران أعدمت منفذ الهجوم على السفارة الأذربيجانية لدى طهران في يناير 2023، الذي أدى لتوتير بين البلدين.