الأمم المتحدة تحذر من تجدد الصراع في سورية

دمشق، عواصم - وكالات: حذر كبير مسؤولي الأمم المتحدة في سورية جير بيدرسن من المخاطر الحقيقية لتجدد الصراع وتعميق المواجهة في سورية، لكنه أعرب عن أمله في حياة أفضل للشعب السوري بعد قرارات الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات، وشدد بيدرسن على الهشاشة في البلد متعدد الأعراق والحاجة الملحة لمعالجة الاستقطاب المتزايد، مشيرا إلى أعمال العنف ضد الأقلية الدرزية في أواخر أبريل في أعقاب أعمال القتل التي وقعت في مناطق الأقلية العلوية في مارس، قائلا أمام مجلس الأمن الدولي إن التحديات التي تواجه سورية هائلة والمخاطر الحقيقية لتجدد الصراع وتعميق التشرذم لم يتم التغلب عليها بعد".

لكن بيدرسن قال إن الشعب السوري متفائل بحذر من أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات وإعلان مماثل من الاتحاد الأوروبي، سيمنحهم فرصة أفضل من ذي قبل للنجاح رغم الصعاب الكبيرة، واصفا في كلمته عبر الفيديو من دمشق، تخفيف العقوبات، بما في ذلك من قبل بريطانيا الشهر الماضي، بالإضافة إلى الدعم المالي والطاقة من السعودية وقطر وتركيا، بأنها تطورات تاريخية، قائلا إنها تنطوي على إمكانات كبيرة لتحسين الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد ودعم الانتقال السياسي السوري، كما أنها تمنح الشعب السوري فرصة للتعامل مع إرث سوء الحكم والصراع والانتهاكات والفقر الذي يحاول الخروج منه.

من جانبه، أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن شكره لرئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والدول الأعضاء في الاتحاد على قرار رفع العقوبات الاقتصادية، واصفا إياه بالخطوة التاريخية التي ستساهم في دفع البلاد نحو مستقبل أكثر استقرارا وشدد على أهمية دعم المجتمع الدولي لسورية في هذه المرحلة، مرحبا خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس المجلس الأوروبي، بالشركات الأوروبية الراغبة بالاستثمار في سورية، متهما تدخلات الاحتلال الإسرائيلي بأنها لا تزال تؤثر على سورية، مؤكدا ضرورة وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب بلاده لوقف هذه التدخلات.

بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وقوف بلاده إلى جانب السوريين في إعادة بناء بلدهم، مشددا في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، على دعم أمن سورية واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، مؤكدا ضرورة توسيع التعاون بين الأردن وسورية، لافتا لأهمية دور مجلس التنسيق الأعلى في مأسسة وتعزيز التعاون، بينما أشاد الرئيس السوري بمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعمة لسورية لاستعادة حضورها دوليا، وأكد الجانبان أهمية تكثيف الجهود لتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري وتعزيز أمن حدود البلدين.

في غضون ذلك، تشهد محافظة السويداء انتشارا أمنيا كبيرا أمام الدوائر الحكومية في المحافظة، وأفادت شبكة "السويداء 24" بانتشار تعزيزات للفصائل المحلية أمام فرع الأمن الجنائي في السويداء، تمهيداً لانتشارها أمام مختلف المؤسسات الحكومية، بهدف دعم تفعيل الضابطة العدلية، وفق إعلان الفصائل المحلية التي قالت إن الانتشار يأتي استجابة لنداء مشيخة العقل ومرجعيات المحافظة بدعم دور الضابطة العدلية والمؤسسات الشرطية، تطبيقاً لاتفاق أول مايو الجاري بتفعيل الشرطة من أبناء المحافظة لضبط القانون، بينما قال سكان محليون في مدينة السويداء إن غالبية عناصر الفصائل يتبعون حركة رجال الكرامة بقيادة الشيخ ليث البلعوس الموالي للحكومة. من جانبها، أعلنت وزارة الإعلام السورية أن جماعة مسلحة اقتحمت مكتب محافظ السويداء مصطفى البكور لإخراج أحد المطلوبين، قائلة إن فصائل السويداء الوطنية تدخلت لفرض القانون.

إلى ذلك، شن مسلحان هجوما على قاعدة حميميم الجوية الروسية، مما أسفر عن مقتل جنديين، وقال مسؤول حكومي سوري وناشط محلي إنه تم أيضا قتل المهاجمين، وقال المسؤول السوري إنه لم يتضح ما إذا كان الشخصان اللذان قُتلا في القاعدة جنديين روسيين أم متعاقدين سوريين.