رحل مبارك ارشيد القفيدي بن كعمي

رحل مبارك ارشيد القفيدي بن كعمي، الشاب الطموح الممتلئ حبا واخلاصا للكويت وشعبها، فكانت تنام الكويت في عينيه، ويستيقظ على حبها، نهل من والده ارشيد النبل والشهامة، وحب الخير.

عرفته عن قرب يستقبلك ببشاشته وابتسامته، التي لا تفارق وجهه. مثقف مطلع على مجريات الامور، وباحث عن كل ما يفيد المجتمع، ولاعجب ولاغرابة في ذلك، فقد عاش وسط اسرة نبيلة كريمة، اتسم ابناؤها بالنبل والشهامة، وطيب المعشر.

فإن عرفت سعود، الاخ الاكبر للعائلة، فقد عرفت فيه نبل والده، وسمو اخلاقه.

وإن عرفت عبدالله عرفت فيه العزة والاباء، والايادي البيض، وإن عرفت فهد عرفت البشاشة وطيب النفس، ومكارم الاخلاق، وقس على ذلك جميع ابناء رشيد، ومن يرتبط به نسبا هذه الاسرة، التي حازت على مكارم الاخلاق.

رحل مبارك ارشيد القفيدي بعد حياة قضاها ساعياً إلى خدمة وطنه، وابناء شعبه، متمثلا بمواقف والده الكثيرة، التي لا يسمح المجال بحصرها، ومن اهمها شاهد امرأة في الصحراء مع اولاد لها صغار، وعلم ان والدهم مريض، وجماعته قد رحلوا وتركوه في الصحراء، فعمل ارشيد بما وهبه الله من ذكاء وفطنة على علاج الرجل المريض، وبقي ملازما له مدة شهرين حتى تعافى الرجل، وسعدت به زوجته وعياله.

رحل مبارك ارشيد القفيدي، الانسان المفكر، الكاتب المتميز كتميز والده ارشيد القفيدي، الذي اغاث قوما شح عليهم الماء في وقت شديد الحرارة، وهم في اطراف صحراء الكويت، فقال لهم انزلوا عند العويذرات، ويأتيكم الماء، وفعلا ارسل لهم احدى سياراته، وعلى ظهرها ستين برميلا من الماء، ولما جاءت سيارته الثانية، وعلى متنها ثلاثين برميلا من الماء ارسلها لهم فشربوا، وشرب حلالهم، وانقذهم الله من الهلاك على يد ارشيد القفيدي، هذا المحسن العظيم.

وقال احد جماعة بن دغمي الرويلي في هذا الموقف:

"باغ ليا دق بنا هاجوس

بيت القفيدي لنا داعي".

رحم الله مبارك ارشيد القفيدي وغفر لولده ارشيد القفيدي المفضال ذي الايادي البيض، غفر الله لمبارك واسكنه الجنة،

عظم الله اجر ال ارشيد القفيدي ال كعمي، وألهمهم الصبر والسلوان.

عضو معهد المؤرخين البريطاني

[email protected]