حوارات
تشير كلمة القناعة إلى رضا الانسان وقبوله برزقه وحظّه من الدنيا، وتدلّ السعادة على شعور نفسي يتّسم بالمسرّة والشعور الداخلي بالطمأنينة، وأعتقد أنّ القناعة والسعادة يكمّلان بعضهما بعضاً.
ومن بعض أسرارهما في عالم اليوم المتغيّر، نذكر ما يلي:
-التوقّف عن المقارنة: عندما يتوقّف المرء عن مقارنة نفسه مع الآخرين، يختفي عنده كل شعور سلبي بالحسرة والندم على ما فاته، فالنتيجة الحتمية لمقارنة الشخص نفسه مع الناس هي نسيانه ما يتمتّع به من نِعَمْ، وأفضال، ولطائف إلهية في حياته، ويكفي العاقل موازنة ماضيه بحاضره، بدلاً من مقارنة نفسه مع الآخرين، وهي مقارنة لم ولن، ولا يمكن أن تكون منطقيّة أو تستند على أدلة وبراهين حقيقية، والمقارنة السلبية للحال الشخصية مع حالة إنسان آخر تعطّل الحصول على القناعة الحقيقية.
-الاستغناء عمّا في أيدي الناس: يحقّق المرء الاكتفاء الذّاتي بإستغنائه عمّا في أيدي الناس، وكلّما خفّت اتكاليته المادية، والنفسية، والفكرية عليهم، خفّ حمله الدنيوي، وتحققت استقلاليته الحياتية وشعر بالسعادة الحقيقية.
- الكفاف من الرِّزق: سر القناعة والسعادة هو الرضا باليسير من الرِّزق، وعلى مقدار الحاجات الحقيقية، وترتكز القناعة على عدم طلب ما يزيد عن الحاجة، وتستند السعادة على شعور الانسان القنوع أنه لا يحتاج إلى مزيد من المال، أو الممتلكات، أو المكانة الاجتماعية ليشعر بالرضا، والطمأنينة النفسية الحقيقية.
-الإحسان وفعل الخير: من يحسن للناس يحسن الله إليه، ومن يحرص على فعل الخير، تتحوّل حياته تدريجياً الى مثال ناصع للإحسان الدنيويّ، ولطيف الطبع مُحْسِن، وفاعل الخير مُحْسِن، ومن يقول ويكتب الكلمة الطيّبة يكون محسنا، وسرّ القناعة التي تفضي الى السعادة في سياق الإحسان وفعل الخير، يتمثّل في تواضع الفرد، وميله الى فعل الخير قدر استطاعته ما سيؤدي حتما الى شعوره بسعادة داخليّة استثنائية.
-طاعة الله عزّ وجل: عبادة الله وتنفيذ أوامره، والامتناع عن محارمه في الحياة الدنيا لا بدّ أن تورث قناعة إيجابية، وسعادة داخلية لا يشعر بها سوى من يحرص قدر استطاعته على عيش حياة إسلامية مثالية.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@