طهران تقبل "تفتيشاً مشدداً"... وجيش الاحتلال تدرّب على حرب متعددة... و"الحرس الثوري": يدنا على الزناد!
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران تواصلان محاولاتهما للتوصل إلى اتفاق إطاري مؤقت يمهد الطريق نحو اتفاق نووي شامل، ناقلة عن مصادر مطلعة على المحادثات الجارية أن إيران تقترح أن يتضمن الاتفاق المرتقب إعادة التأكيد على حقها في تطوير برنامج نووي مدني، إلى جانب التزام واضح بعدم السعي نحو امتلاك أسلحة نووية، كما قد يتضمن الاتفاق بنودا تتعلق بعمليات تفتيش مشددة على منشآتها النووية، وفي المقابل، تسعى واشنطن إلى أن يتضمن الاتفاق الإطاري أهدافا تقنية واضحة تعمل عليها مجموعات فنية لاحقًا، إضافة إلى أن يكون الاتفاق أكثر توجيها، وتبقى نقطة الخلاف الجوهرية بين الطرفين حق إيران في تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصر واشنطن على ضرورة تخلي طهران الكامل عن عمليات التخصيب، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي تماما وترفض أي قيود تفرض على هذا الحق.
من جانبه، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي يقوم بدور الوسيط بين واشنطن وطهران أن الجانبين أحرزا تقدما مؤكدا، لكنه ليس نهائيا في الجولة الخامسة من المحادثات التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، معربا عن أمله في الأيام المقبلة "أن نتمكن من توضيح القضايا العالقة بما يتيح لنا المضي قدما نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرّف"، بينما أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين وزير الخارجية عباس عراقجي أن طهران وواشنطن تستعدان لجولات تفاوضية جديدة في محاولة لحل الخلافات المتبقية، معربا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية خلال اجتماع أو اجتماعين مقبلين، قائلا: إن بلاده تدرس مقترحات تقدم بها الجانب العماني الوسيط بهدف رفع العوائق الموجودة لإحراز تقدم في المفاوضات النووية الجارية، مضيفا أنه تقرر دراسة المقترحات والحلول من قبل الوفدين الإيراني والأميركي والعودة إلى العواصم للتشاور بشأنها، معتبرا أن الافكار والمقترحات يمكن أن تخلق انفراجة مع الاحتفاظ بمبادئ ومواقف بلاده.
وقال عراقجي "أعلنا مرة أخرى مواقفنا الواضحة وتمسكنا بها ونعتقد أن الجانب الأميركي أصبح لديه الآن فهما أفضل وأوضح إزاء هذه المواقف"، مشيرا إلى صعوبة المحادثات، قائلا: إنها أعقد من أن تحسم في غضون اجتماع أو اجتماعين. وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف غادر مقر السفارة العمانية بعد نحو ساعتين ونصف الساعة من بداية الجولة الخامسة وسط استمرارالمحادثات، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن ويتكوف غادر للحاق برحلة جوية، مضيفا أن المحادثات استمرت بدونه بـ"حكمة وهدوء"، بينما كان عراقجي استبق الجولة بالإصرار على أن عدم وجود تخصيب يعني "عدم وجود اتفاق"، قائلا: "معرفة الطريق إلى اتفاق ليست أمرا صعبا. حان الوقت لاتخاذ قرار".
في غضون ذلك، أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي تمرينا واسعا يحاكي شن حرب متعددة الجبهات، في حال فشل المحادثات الأميركية مع إيران، وفي أعقاب تقرير شبكة "سي إن إن" الأميركية حول استعداد إسرائيل المحتمل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لسيناريو حرب متعددة الجبهات، ووفق بيان صادر عن الجيش، جرى استكمال مناورة لهيئة الأركان العامة، شملت تدريبات على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية والعمليات الدفاعية والحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري، بينما أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التمرين العسكري الذي أُطلق عليه اسم "باراك تامير" جاء لمحاكاة سيناريوهات حرب متعددة المسارح، بهدف تحسين التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش في حالات الطوارئ، وتعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية للأحداث المتفجرة.
من جانبها، أكدت فرنسا أنها تواصل بالتعاون مع شركائها في ألمانيا والمملكة المتحدة المساعي الديبلوماسية للتوصل إلى حل يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية بشكل دائم، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن ما تسعى إليه باريس وشركاؤها التوصل لحل ديبلوماسي يمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية، مشددا على التزام الدول الأوروبية الثلاث بالتنسيق مع الولايات المتحدة بالعمل على حل تفاوضي قبل الموعد النهائي الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم 2231 في ال18 من أكتوبر المقبل لانتهاء الاتفاق النووي الحالي.
في المقابل، توعدت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني بالرد على أي عمل خاطئ ضد البلاد بحزم وقوة، بينما أكد "الحرس الثوري" الإيراني أنه على أهبة الاستعداد للرد على أي عمل عدائي، قائلا في بيان أمس، إن يده على الزناد، ومستعد لتوجيه رد حاسم يتجاوز التصور على أي عمل عدائي من قبل العدو، مضيفا أن الرد لن يجعل المعتدين الواهمين يندمون بشدة فحسب، بل سيغيّر أيضًا معادلات القوة الستراتيجية لصالح جبهة الحق وضد الوكيل الصهيوني، حسب تعبيره.