حوارات
التعليم عالي الجودة هو التعليم الحقيقي والصحيح، لا سيما ما يساهم باطِّراد في تحسين حالة الفرد، وهو التعليم الشامل الذي يعزّز القدرات الشخصية، ويؤدّي الى اكتساب مهارات التفكير النقدي، وحلّ المشكلات، ويجعل من الانسان فرداً حراً ومستقلاً، يستطيع تحقيق النجاح في أي بيئة يجد نفسه فيها.
ومن علامات تلقّي الفرد تعليماً عالي الجودة، نذكر ما يلي:
-اتّساع الأفق وبعد النظر: يرى من تلقّى تعليماً عالي الجودة، الأمور الحياتية المختلفة بشكل أعمق وأوسع فهماً، وستجده إنساناً بعيد النظر في وجهة نظره ومواقفه الشخصية، ولا ينقاد إلى الأفكار ما لم يقبل صدقها، وهو عنوان للتأنّي وللرويّة وللحكمة في كل ما يقول أو يكتب أو يفعل.
-التفكير الموضوعي: يهتمّ صاحب التعليم عالي الجودة بالحقائق ولا يلقي بالاً للأوهام، وأراجيف الرّعاع، أو خزعبلات الجهلاء.
كما يؤدّي التفكير الموضوعي الملازم للتعليم الجيّد إلى الوصول الى أفضل الحلول العملية والمنطقية للمشكلات، ويساهم في تعزيز القدرة على اتّخاذ القرار الشخصي الصائب.
-التعليم عالي الجودة والمرونة الفكريّة: يؤدّي هذا النوع من التعليم إلى ترسيخ المرونة الفكريّة، والتسامح في شخصية الانسان، وتجد الفرد الذي لديه تعليم جيّد أو عالي الجودة الأكثر بعداً عن الغلو والتطرّف في كلامه وتصرّفاته، وذلك لأنّه يرى الأمور بشكل مختلف تماماً عن ذلك الشخص ناقص التعليم، وضيّق الأفق من تلقّى تعليماً فاشلاً.
-التواضع ومداراة الناس: أبرز علامات تلقّي تعليم عالي الجودة تتمثّل في احترام الانسان المتعلّم لإنسانية الآخرين، مهما كان اختلافهم العرقي، أو الديني، أو الثقافي عنه، وهو الأكثر تواضعاً بسبب إدراكه عدم جدوى التكبّر والعنجهية النرجسية.
وأنّ من يحترم مشاعر الآخرين، ويتعامل معهم بشكل مهذّب هو المتعلّم الحقيقي، ومن يتكبّر عليهم هو المتخلّف، قولاً وفعلاً.
-الاستقلالية الفكرية، ورفض الانصياع للأيديولوجيّات: يُثمر التعليم عالي الجودة في تمكين المتعلّم الحفاظ على استقلاليته الفكريّة أمام طوفان الأيديولوجيّات، لا سيما المتطرّفة منها، وهو ينفر من رهن عقله للمنظّرين المؤدلجين، ولا ينصاع للقبلية أو للطائفية، أو للفئوية، أو لأي أيديولوجيّة على حساب استقلاليّته.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@