طهران، عواصم - وكالات: كشف مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحت على إيران فكرة اتفاق تمهيدي، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية عن المسؤول أن إدارة الرئيس ترامب تفكر في تخفيف العقوبات على إيران كجزء من اتفاق مؤقت، لافتاً إلى أنها عرضت اتفاقا تمهيديا تؤكد فيه إيران استعدادها للتخلي عن محاولة حيازة سلاح نووي، موضحا أن واشنطن لن تتخلى عن مطلبها بوقف إيران جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم.
من جانبها، كشفت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية عن خيار ثالث أمام واشنطن وطهران يقضي بتوقيف مؤقت للتخصيب يقابله تخفيف للعقوبات، قائلة إن الخيار لا يسعى إلى تحقيق انفراجة شاملة في الوقت الراهن بل إلى تجنّب انهيار التفاوض كلياً، واصفة المقترح بـ"الواقعي" لإعادة تحريك عجلة المحادثات النووية المتعثرة، مضيفة أن اتفاق الإطار السياسي يحدد المبادئ العامة والنقاط الجوهرية للتفاوض، على أن يمهّد لاحقاً لاتفاق طويل الأمد وأكثر شمولاً، ووُضع على طاولة الوفود المشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها روما يوم الجمعة الماضي، في وقت واصل فيه الديبلوماسيون العُمانيون أداء دور الوساطة ونقل الرسائل بين الطرفين.
ونقلت "لاريبوبليكا" عن مصدر ديبلوماسي مطّلع على الملف أن من بين الخيارات المطروحة للخروج من المأزق، وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني ثلاث سنوات مقابل رفع جزء من العقوبات المفروضة على إيران، قائلا إنه من المقرر أن تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذه المرحلة الانتقالية على وصول واسع النطاق إلى المنشآت النووية الإيرانية من أجل إجراء عمليات التفتيش، بما يُمكّن الجانب الأميركي من اختبار حسن نية طهران، ويُتيح لحكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان أن تُقدّم الاتفاق باعتباره إنجازاً ملموساً لتحقيق انتعاش اقتصادي في ظل الأزمة الراهنة.
ومع ذلك، يظل تنفيذ هذا السيناريو محفوفاً بعقبات كبيرة، في مقدمتها انعدام الثقة العميق بين الطرفين، وفي موازاة ذلك، يكثّف العُمانيون والإيطاليون جهودهم لسدّ الفجوات التفاوضية، حيث قدّمت سلطنة عمان جملة من المقترحات لتقريب وجهات النظر، فيما أكدت إيطاليا استعدادها المستمر للقيام بدور الوساطة، وقال وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني "نحن مستعدون لاستضافة المزيد من المحادثات من أجل السلام، لأن روما ترغب في أن تكون في صلب المبادرات التي تُفضي إلى إحلال السلام".
في المقابل، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي أنه يمكن التوصل لاتفاق إذا كان هدف واشنطن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، قائلا إنه لا يمكن التوصلُ لاتفاقٍ إذا كان الهدفُ منع طهران من تخصيبَ اليورانيوم بالكامل، مضيفا في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية أن طهران تستعد لخطة بديلة حال فشل التفاوض، بينما أكد المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري الإيراني حسين دقيقي موقف طهران من مواصلة تخصيب اليورانيوم، قائلا إن بلاده مستعدةٌ للاحتفاظ بالمواد المُخصبة على عمق ألف متر تحت الأرض في أي مكان تحدده، ولكن فقط داخل البلاد، على حد تعبيره.