الخميس 29 مايو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الوزير  ومهمة تجديد التعليم
play icon
كل الآراء

الوزير ومهمة تجديد التعليم

Time
الاثنين 26 مايو 2025
View
30
حسن علي كرم

ربما يستطيع وزير التربية سيد جلال أن يفعل شيئاً، لكن نقول في مثل هذه الظروف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، واليد الواحدة لا تصفق، وهذا إذا استمر الوزير في مقعده لا أن يأتي وزير اخر للتربية على نقيض من فكر ورؤى الوزير جلال وينسف كل انجازاته.

نحن كمواطنين، وبخاصة لا ابناء لنا في المدارس - حكومية او اهلية - فالاولاد كبرت وصرنا نحن "بابا عود" والابناء صاروا "بابا"، لكن هذا لا يعني ان نغلق الابواب والاذان والكتب ونقول "مالنا شغل".

نعم، لنا شغل طالما هناك قلب ينبض وعقل يفكر، كبار السن ليسوا، ولن يكونوا خارج الحسبة، يبقى الوطن للجميع ابناء واولاداً واحفاداً، جعلنا الله واياكم في كمال الصحة وتمام العافية اولاً واخراً.

نحن رافقنا تعليماً تقليداً يعتمد على الحفظ والتلقين، وكان يلزم علينا ان نحفظ اشعار المعلقات، وغيرهم من شعراء العهد القديم، وليس الحفظ، لكن حفظ واختبارات وتفسير وحفظ المعاني، بينما اذا بعد التخرج لا هناك من يبارزك او ينادمك على بيت من الشعر قديمه او حديثه.

هذا مثال في التعليم التقليدي، ثماني سنوات لمرحلتي المتوسط والثانوي علمونا انكليزي، لكن كان الطالب يتخرج من الثانويةوهو عاجز عن كتابة جملة كاملة بالانكليزي صحيحة.

لا ريب التعليم، من حيث مستوى المناهج والتأليف، فهناك تقدم بالمقارنة عن العهود السالفة، لكن ليست كما يأمل الاباء، بل وحتى الابناء، فلا يزال التعليم الذي يجعل التلميذ يعتمد على عقله وقدراته ومداركه.

ففي السنوات القليلة الاخيرة غدا التعليم الخاص، لا سيما المدارس الاجنبية يستأثر بغالبية التلاميذ الكويتيين، لكن هذا لا يعني ان التعليم جيد، ومتقدم عندنا، فالتعليم الاساس والمعتمد هو التعليم الحكومي، فالمواطن عندما يلحق ابناءه في مدرسة خاصة (اجنبية)، ويدفع دم قلبه لتعليم ابنائه لا حباً للتفاخر و"الكشخة"، بل لان ثقته بمستوى التعليم في المدارس الحكومية معدومة، وهذه في نظري هي المشكلة الاولى والاهم والمطلوب من السيد الوزير معالجتها.

المدارس الخاصة ليست منارات تعليمية، لكنها تتميز عن المدارس الحكومية تعليم اللغات الاجنبية(انكليزي - فرنسي).

السيد الوزير اعلن في سياق حديثه عن الخطوات التعليمية المقبلة أن هناك ورشة من كفاءات كويتية سوف تتولى تأليف الكتب المدرسية، اقول هذا ليس جديداً، فالاساتذة الكويتيون شركاء في التأليف منذ عهد المرحوم احمد العدواني والى هذا اليوم.

الاسم ليس مهما بقدر الكفاءة، فالتأليف، وبخاصة الكتب المدرسية بصفحاتها الملونة والرسومات الزاهية، ليس المقياس، انما الاهم استيعاب التلميذ لشرح المدرس، من دون الاعتماد على مدرس خصوصي.

التعليم في الكويت لا يزال رغم كل الجهود السابقة، وكل المليارات التي صرفت عليه، بقي على حاله منذ كانت الكتب تأتينا من مصر، او ما كان يتم تأليفه هنا في الكويت، لكن على ايدي اساتذة وافدين.

نريد مناهج يستطيع الطالب أن يعتمد على نفسه في الفهم، والقرّاءة والمناقشة والابتكار، والكتابة والمحادثة، فالعبرة أن يعتمد الطالب على نفسه، بلا دروس خصوصية، ومناهج تتناغم مع التقدم العلمي.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار