شفافيات
اوردها سعد؛ وسعد مشتمل؛ ما هكذا يا سعد تورد الابل.
الحياة كل الحياة، وكل ما فيها لا يقوم بغير عمل موزون؛ وهذا قاله القرآن الكريم في سورة الحجر"وإن من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم"؛ وقال تعالى: "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء".
ومعروف عند علماء المادة ان التركيبات الكيماوية إنما تتكون بأوزان معروفة، لو نقصت تفسد التركيبة، وايضا لو زادت فإنها تفسد ايضا؛ والماء في ايسر الامثلة الموزونة هو مادة كيماوية مع صيغة كيماوية(H2O) جزيء واحد من الماء واثنان من الهيدروجين الذرّة مترابطين تساهمية إلى واحد من ذرات الأكسجين، فينتج الماء الذي لا طعم له.
وهو عديم الرائحة في درجة الحرارة المحيطة والضغط، ويبدو عديم اللون بكميات صغيرة، رغم أنه بصفة أساسية لونه الخاص خفيف جدا من الأزرق.
وكل شيء في هذه الحياة يتكون باقدار علمية يعرفها العلماء المتخصصون، وليس هناك اوامر عسكرية كبيانات الانقلابات العسكرية والعياذ بالله: بيان رقم واحد، وليس هناك صفارة بدء لعمل علمي دون قواعد علمية يسير عليها.
واهدف من هذا كله الى القول إن بناء المناهج عملية علمية مقننة لا تتم دون عمل علمي موضوعي، ولا يمكن بالعد الاستعدادي ان نطلق صفارة لبدء العمل في بناء المناهج؛ ويعرف اهل علم المناهج، واهل العلوم الأخرى ايضا، أن لا شيء يبدأ من فراغ؛ فلا بد حين بدء أي عملية بناء وتطوير أن يكون هناك شيء اسمه دراسات سابقة؛ فأين الدراسات السابقة التي تسبق بناء المناهج اذا قررت الدولة بناء مناهج جديدة للتعليم؟
ومعنى الدراسات السابقة: تحديد اسباب الحاجة إلى تغيير المناهج،فتكون نتيجة الدراسات السابقة ونتائجها مثلا: أن بناء المناهج السابقة لم تبن على اهداف مناسبة، أو إن الاهداف التي بنيت عليها المناهج السابقة اهداف غير صالحة حاليا ان تبنى عليها مناهج جديدة... وهكذا.
وإذا فلا بد حين الرغبة، في بناء مناهج جديدة، أن يكون هناك عمل علمي مقنن وموضوعي، اسمه دراسات سابقة، يجريها الخبراء في مدة سنتين مثلا، او ست سنوات، لتحديد سبب عدم صلاحية الاهداف السابقة، وتأسيس قواعد لبناء اهداف جديدة صالحة لبناء المناهج الجديدة.
وهذا يتم حين تتجه الدولة الى عملية تنمية بخطة شاملة، او جزئية تحتاج مخرجات معينة، ولا تجري بعشوائية، بمعنى الدعم السياسي لقرار بناء المناهج، وفق خطة التنمية الجديدة التي قررتها الدولة، وفق عمل مقنن ايضا وموضوعي؛ ولا تتم التنمية بقرار او بصفارة بدء للعمل، دون دراسة الخطة التنموية من الخبراء المتخصصين، ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض، ومن فيهن، وللحديث العلمي هذا تكملات إن شاء الله.
كاتب كويتي