حوارات
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53)
يصل الانسان أحياناً لمرحلة نفسية حرجة، يطلق عليها في علم النفس "نقطة الانكسار النفسي"، وهي تشير الى وصول الفرد الى مرحلة منخفضة من المناعة النفسية، لا يستطيع بعدها التعامل مع الضغوط النفسية الاعتيادية. وربما تنفرط لديه المقاومة الداخليّة، وتتحطّم كامل قواه العقلية، ومن بعض أسباب وعلامات الانكسار النفسي، وكيفية مقاومته، والخروج من مستنقع اليأس القاتل، نذكر ما يلي:
-العلامات والأسباب: يتسبّب التعرّض لضغوط نفسية شديدة، يصاحبها شعور بجهد نفسي لا يبدو يتوقّف بإضعاف التماسك النفسي الداخليّ، ويؤدّي إلى تحطيم المصدّات العقلية والنفسية الفطريّة والمكتسبة، ما يُفضي في كثير من الأحيان الى الشعور بقرب الانهيار العصبيّ.
ومن علامات الوصول الى مرحلة الإنكسار النفسي الحرج، اضطراب التفكير، وزيادة حدّة الوسوسة حين ينشغل عقل المرء بأفكار وبأوهام مضطربة تقود الى قول كلام مضطرب، أو تصرّفات خارجه عن المألوف، ولعدم وجود أشخاص مقرّبين، يمكن لمن يعاني من ضغوط نفسية شديدة التحدّث إليهم، للتنفيس عمّا يعانيه من شعور قاتل بقلّة الحيلة واليأس من تجاوز مشكلات وصعوبات حياتية بذاتها.
ويؤدّي تعرّض الفرد الى نقد شَخْصَانِيّ متواصل من شخص مقرّب إليه إلى تحوّله لضغط نفسيّ شديد، ما يقود أحيانا إلى الانهيار العصبي المفاجىء.
-مقاومة الإنكسار النفسيّ: يتوجّب على الانسان الذي يشعر أنه بدأ يفقد السيطرة على توازنه النفسي، بسبب تعرّضه لضغوط نفسية خارجة عن طاقته، أن يبدأ على الفور بالتنفيس الإيجابيّ عن نفسه، إمّا بالخروج من المكان الذي يشعر فيه بالضيق، أو بممارسة التنفّس البطنيّ (التنفّس العميق)، ورياضة المشي، وتمارين الاسترخاء العضليّ. أو بالسفر للترويح عن النفس، أو الاتّصال بصديق مقرّب والتحدّث أو الخروج معه، وأخذ قسط كافٍ من النوم، أو تفعيل آلية عدم الاكتراث بآراء وانطباعات الآخرين، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من صلاة النوافل، لا سيما صلاة الضحى، أو أخذ "دش بارد".
كاتب كويتي
DrAljenfawi@