الرئيس الأميركي: قريبون جداً من اتفاق وإيران: تعليق التخصيب "محض خيال"

واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤله بشأن تحقيق تقدم في المحادثات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وألمح إلى احتمال صدور إعلان وأخبار سارة خلال اليومين المقبلين، قائلا للصحافيين قبل مغادرة مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي متجها الى البيت الأبيض ليل أول من أمس، "أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران، ولنرَ ما سيحدث. لكنني أعتقد أننا قد نشهد أخباراً سارة على الصعيد الإيراني"، مشيرا إلى أن الاجتماعات تمضي في الاتجاه الصحيح، مضيفا "لا أعرف إن كنت سأخبركم بأي شيء جيد أو سيئ خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد. لقد أحرزنا تقدماً حقيقياً، تقدماً كبيراً"، متمنيا التوصل إلى اتفاق من شأنه تجنيب إيران ضربة عسكرية.

وبشأن ما اذا كانت الولايات المتحدة ستنخرط في جولة لاحقة من المحادثات مع ايران، أكد ترامب انها ستكون في وقت قريب جدا، وأوضح قائلاً: "أؤكد لكم أن المحادثات تسير على ما يرام. أتمنى أن يحدث ذلك، لأنني أتمنى ألا تسقط أي قنابل أو أن يسقط الكثير من القتلى. أتمنى حقاً أن يحدث ذلك، وأعتقد أن هناك فرصة جيدة لحدوثه"، مضيفا "أعتقد أنه قد يكون لدينا أخبارا سارة على الصعيد الإيراني.. والامر ذاته مع (حماس) في غزة.. نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إيقاف ذلك"، في إشارة الى حرب الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

في المقابل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس، أن بلاده ستصمد حتى لو لم تعقد محادثات مع الولايات المتحدة وفُرضت عليها عقوبات جديدة، قائلا "ليس الأمر وكأننا سنموت جوعاً إذا رفضوا التفاوض معنا أو فرضوا علينا عقوبات. سنجد طريقة للنجاة"، بينما استبعد الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أي احتمال لتعليق تخصيب اليورانيوم من أجل التوصل إلى اتفاق، واصفا المعلومات بهذا الشأن بأنها "من نسج الخيال وخاطئة تماماً".

ورداً على تقارير بشأن أن إيران ربما تجمد التخصيب ثلاث سنوات من أجل التوصل إلى اتفاق، قال بقائي "إيران لن تقبل بذلك أبداً"، مستبعدا أيضاً إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة، نافيا تقارير إعلامية تحدثت عن دراسة إبرام اتفاق مبدئي كخطوة مؤقتة على طريق التوصل إلى اتفاق نهائي، كما قال بقائي إنه لم يتم تحديد موعد بعد للجولة السادسة من المحادثات مع واشنطن، وذكر أن إيران تنتظر تفاصيل أخرى من عُمان التي تلعب دور الوساطة بشأن توقيت الجولة القادمة من المحادثات، وأكد أنه لم يُطرح أي اتفاق مؤقت على جدول أعمال المحادثات، قائلا "إذا كانت نية الجانب الأميركي حسنة، فنحن متفائلون أيضاً، وإذا كان هدف الولايات المتحدة إبقاء البرنامج النووي الإيراني سلمياً، فسيتم تحقيق ذلك. نحن لم نسعَ يوماً لاستخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية"، مضيفا "لكن، إذا كان الهدف حرمان إيران من حقوقها الأساسية كأنشطة التخصيب اليورانيوم المنخفض، فنحن لا نعتقد أن العملية ستُفضي إلى نتيجة".

من جانبه، هدد القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، إسرائيل، قائلا إن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة ضد إسرائيل إذا استدعت الظروف ذلك، مؤكداً أن الرد سيكون مناسباً في حال ارتكبت تل أبيب ما وصفه بـ"خطأ ستراتيجي"، وخلال مشاركته في مراسم إزاحة الستار عن موسوعة الدفاع المقدس المؤلفة من ثمانية مجلدات والخاصة بالجيش الإيراني، قال موسوي إن إسرائيل "أحقر من أن تكون قادرة على النيل من عظمة إيران"، مضيفاً أن قدرة إيران كفيلة بأن تضعها هي وداعميها أمام تحديات استثنائية، متابعا أن "عناصر النظام الإسرائيلي يدركون جيداً أنهم لا يملكون القدرة على تحمّل مثل هذه التحديات، غير أن وجود مجرمين قتلة للأطفال وحمقى على رأس السلطة هناك يجعل ارتكاب الأخطاء أمراً وارداً في أي لحظة"، قائلا "إذا كانوا متعجلين لتلقي وعد صادق جديد، فنحن على أتمّ الاستعداد لتوجيه الضربة المناسبة، وسنستوفي ديننا السابق كذلك".

على صعيد آخر، أوقف مجلس الأمن القومي الإيراني تنفيذ قانون الحجاب المثير للجدل، وقال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن مجلس الأمن أصدر تعليمات بعدم تنفيذ قانون الحجاب، بينما أكد موقع "انتخاب" الإخباري أنه على الرغم من أن البرلمان مرر القانون إلا أن قرار مجلس الأمن له الأسبقية، باعتباره أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد وبموجب الدستور، يمكن أن يراجع القرارات الصادرة عن البرلمان والحكومة، ويفرض القانون الذي مرره العام الماضي متشددون إسلاميون في البرلمان غرامات باهظة والحرمان من الخدمات العامة وفي حال تكرار المخالفات، تصدر أحكام بالسجن بحق النساء اللاتي لا ترتدين الحجاب في الأماكن العامة.