حوارات
طَيِّب القلب هو الانسان صاحب القلب الرحيم، ومن يتّصف بالعطف والشفقة، وهو أيضاً سخيّ النفس، وكريم الطبع، من لا يحسد ولا يحقد بسبب نقاء قلبه.
لكن يحدث أحياناً كثيرة أنّ الشخص طيّب القلب، بإفراط، يكون مستضعفاً ومكلوماً على الدوام، لبعض الأسباب التالية:
-الّلئيم وطيّب القلب: اللّئيم هو خبيث النفس، ويكون أحياناً كثيرة استغلالياً ودنيء الطبع، وهو نقيض الإنسان طيّب القلب، ويحدث أن يقع الأخير ضحيّة للأوّل، ولان يرى اللّئيم طيبة قلب أنها ضعف في شخصيته، سيسعى جاهداً إمّا لفرض سيطرته عليه، أو استغلاله، أو تعمّد إيذائه فقط للتنفيس عن نقص وشعور بالدونيّة تجاهه.
-الإيثار المُفرِط: يُفرِط طيّب القلب في إيثاره على حساب أولوياته، وأهدافه، وأحياناً كثيرة على حساب خصوصيّته، ومن يفرِط في إيثاره يُفرِط أيضاً في عدم تحرّزه وقلّة تحفّظه، فيصبح أداة يستعلمها الآخرون لتحقيق أولويّاتهم وأهدافهم الشخصية.
بينما يتغافل طيّب القلب عن أولوياته وأهدافه وحقوقه، ويُسْتَضْعَفُ ويُكْلَمُ قلبه طوال الوقت بسبب رفض الآخرين الاستغلاليّين مبادلته سلوكه الحسن نفسه.
-طيّب القلب والخوف من إيذاء مشاعر الآخرين: مهما أصرّ طيّب القلب على أن طيبة قلبه هي سلوك يختار ممارسته من تلقاء نفسه، لكن ربما يوجد أيضاً وراء ذلك خوف شخصي مفرط من إيذاء مشاعر الأفراد الآخرين، ولو كانوا لا يكترثون إطلاقاً بطيّب القلب، ومداراة الناس يجب أن تتوقّف عند حدود منطقيّة، لا يجب تجاوزها.
-طيبة القلب وقابلية التعرّض للأذى: تُصبح طيبة القلب المفرطة ثغرة خطيرة في شخصية الانسان، يستغلّها السيّئون، وكأنّ طيّب القلب يوجد في قلبه مغناطيس يجذب إليه في كثير من الأحيان أناساً سيّئون للغاية يعيثون فساداً في حياته، ويؤذونه أشدّ الأذى. -الإفراط في غفران أخطاء الآخرين: طيّب القلب يتساهل، ويصفح بسرعة عن أخطاء الناس الآخرين بحقّه، مع أنه يدرك بوضوح أحياناً تعمّدهم إيذائه، أو عدم الاكتراث بمشاعره، أو تعمّدهم استغلاله، والعفو المفرط عن الأخطاء المتعمّدة والمتكرّرة ربما سيعرّض طيّب القلب لكل أنواع الابتزاز والاستغلال المرضيّ.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi