تأتي زيارة نجمة الكويت الاولى السيدة حياة الفهد إلى العراق، في جو مشحون، قد يراه بعض البسطاء انها غير مناسبة، وكان على السيدة ام سوزان الاعتذار، فازمة الحدود باتت مسمار جحا، وبكائيات لبعض الباحثين عن ازمة و"الشو" يتكسبون بها امام جماهيرهم.
هذا اذا كان هناك لهؤلاء جماهير اصلاً خصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية والمقررة نوفمبر المقبل.
ام سوزان مسرورة من الزيارة، وهي قالت إن العراقيين غمروها بحبهم وتشجيعهم، وهي سعيدة بكل هذا.
وكون حياة الفهد تقول هذا، فذلك لانها تعبر عن الكويتيين، لعلي اعلم أن فناني الكويت يتمتعون بجماهيرية غامرة في الخليج والعراق وبقية الديار العربية، وهذا لم يتأت من فراغ، فالفن الكويتي يتصدر الفنون العربية، خصوصا في مجالات الدراما والمسرح والغناء، فضلاً عن جولات الفنانين الكويتيين في الاقطار العربية.
الفن الكويتي انتشر مع انتشار التلفزيون، وكان هناك ما يشبه التعاون مع الفنانين الكويتيين والعراقيين والمصريين واللبنانيين والسورييين، وكانت هناك زيارات متبادلة في الزمن الذي كان فيه السياسيون في اوكارهم، لا يثيرون ازمات "دونكيشوتية فشوشية"، ليضحكوا على شعوبهم، ويتمسكوا بالكرسي الزائل سنوات اطول.
فمثلاً في الوقت الذي تلبي الفنانة حياة الفهد دعوة العراقيين لزيارة العراق، هناك ثلة من تجار الازمات ومثيري الاحقاد في العراق يثيرون ازمة واهية لا اساس لها على ارض الواقع، الا للتكسب الانتخابي.
هؤلاء ليسوا سياسيين حتى نصدق تهريجهم، لكنهم من مدعي السياسة، ومن الطامعين بالوصول للكرسي البرلماني، لا لخدمة المواطن العراقي، بل لخدمة انفسهم، وعليك أن تتخيل ما يعتمل في نفوسهم من الشهوة والغنى والقصور، والحياة الباذخة، كما أن السابقين ليسوا احسن منهم، فلقد هبشوا واستولوا على قصور واراض ومزارع وارصدة مليارية، اودعوها في بنوك الاردن ولبنان والامارات.
تلبية سيدة الدراما الكويتية حياة الفهد الدعوة، وسرورها بزيارة العراق وتكريمها كل ذلك لا يتأتى الا لان الكويتيين لا تحمل قلوبهم الضغينة على العراقيين، ان كانوا سياسيين او فنانيين او مواطنين عاديين.هناك قلة من بقايا ايتام صدام وبقايا "البعث" الذين لا يزالون يحلمون بالعودة الى زمن العبودية والارهاب، والخوف والقتل على الهوية.
هؤلاء لن يكونوا الا بقايا حطب لزمن لن يعود، فالعراق يتجدد وينفتح على جيرانه، والكويت اولها، وهي التي فتحت ذراعيها لهم.
ان القادم لا شك افضل في ظل شباب يبحث عن السلم والاخوة والمصالح المشتركة، فالعراق لن يكون الا الاخ الاكبر للكويت وعلينا ان الا نجعل من الخلافات الصغيرة ازمات كبيرة، كما يريدها حثالة الصداميين ومخلفات العهد البائد.
صحافي كويتي
[email protected]