حوارات
يَرشُدُ الانسان عندما يهتدي الى طرق الصواب والرّشاد، وهو سلوك أخلاقيّ نقيض للضَّلاَل، ولقد قيل: من أراد الله به خيراً ألهمه (هداه) رشده، ومن بعض أسباب وعلامات الرّشد في الحياة الدنيوية والرّشاد في الآخرة، نذكر ما يلي:
-أسباب الرّشد والرّشاد: يمثّل الالتزام الشامل والكامل بطاعة الله، عزّ وجلّ، القاعدة الأساسية لكل طرق الرّشد والرّشاد، وحرص المرء العاقل على الالتزام بقيم وبمبادئ الاستقامة الأخلاقيّة، وفقاً للتعاليم الاسلامية الصحيحة هي السياق الأخلاقيّ الأهم، الذي يستطيع خلاله الانسان معرفة الفرق بين الحقّ وبين الباطل، ويعرف ما هو الصواب، وما هي السبل التي تؤدّي الى غلبة عقله هواه البشريّ المتقلّب، وبمخالطة الصالحين، والامتناع عن الاختلاط بسفهاء القول والفعل.
وكبح تأثير التفكير العاطفيّ على أمور الحياة التي تتطلّب استعمال العقل والتفكير الموضوعيّ.
وكبح جماح الهوى وشهواته عن طريق البعد عن الشبهات، وإصلاح السّريرة، لكي يصلح الظاهر، وبتمنّي الخير لكل الناس.
وبقراءة القرآن الكريم، واستعماله كدستور أخلاقيّ أساسيّ في الحياة الشخصية، والسعي إلى تحقيق الاكتفاء الذّاتي، والاستغناء عمّا في أيدي الناس.
وقراءة كتب الحكمة، وبالتفقّه في الدين، وبعمل الخير، والتصدّق المستمر قدر الاستطاعة، ومداراة الناس، والإكثار من الاستغفار، ومحاسبة النفس، لا سيما فيما يرتبط بالعلاقات مع الآخرين.
-علامات الرّشد: يظهر على المرء العاقل كامل الرّشد سمة ضبط النفس، والتأنّي في الكلام وفي التصرّف، وقلّة الكلام، والتواضع، والحرص على الانصاف والعدل مع كل من يحتكّ بهم، والحرص على العبادة.
وخشية الله عزّ وجلّ في السرّ أكثر مما في العلن، والحرص على صلاة الجماعة، ومصاحبة الأتقياء والصالحين، ومن يعرف عنهم الأخلاق الحميدة، والبعد عن الغلوّ والتطرّف في كل ما يقوله ويفعله المُلهَمُ رشده.
ورفض الاستماع الى النميمة والغيبة، ومقت الخيانة والغدر، وغضّ البصر، وعدم الفحش في الكلام، ولو على سبيل المزح، وبمراقبة الله عزّ وجلّ حقّ المراقبة، وكرم النّفس واليد وسهولة التعامل، وحسن الظنّ في الله عزّ شأنه وفي خلقه.
فاللهم إنّا نستهديك لأرشد أمورنا، ونعوذ بك من شرور أنفسنا.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@