الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
ترامب: الرئيس الروسي جنّ جنونه ويلعب بالنار... و"الفاتيكان" يعرض استضافة محادثات سلام
موسكو، كييف، عواصم - وكالات: فيما يرتقب أن تسلم روسيا مذكرتها أو شروطها للسلام مع أوكرانيا إلى واشنطن وكييف قريبا، وفق ما وعدت به سابقا، كشفت مصادر روسية مطلعة شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسلام، وأوضحت ثلاثة مصادر روسية مطلعة على المحادثات، أن في طليعة شروط بوتين لإنهاء الحرب أن يتعهد القادة الغربيون كتابيا بوقف توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقا، ورفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على بلاده، مشيرة إلى أن شرط عدم توسع التانو يعني باختصار استبعادا رسميا مكتوبا لعضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وجمهوريات سوفيتية سابقة أخرى ضمن الحلف الدفاعي، مضيفة أن بوتين يريد أيضا أن تكون كييف محايدة وأن ترفع العقوبات الغربية عن بلاده، لافتة إلى أنه يطلب أيضا حل قضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب وحماية الناطقين بالروسية في الأراضي الأوكرانية.
ورأى أحد المصادر أنه إذا أدرك الرئيس الروسي أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسيسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين عبر الانتصارات العسكرية أن "السلام غدًا سيكون أكثر إيلامًا من اليوم"، فيما أكد مصدر روسي آخر رفيع المستوى مطلع على تفكير كبار المسؤولين في الكرملين، أن بوتين مستعد للسلام، لكن ليس بأي ثمن.
وبينما صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته لنظيره الروسي، معتبرا أنه يلعب بالنار أو جن جنونه، محذرا من مغبة الاستمرار في الموقف الرافض للسلام والهدنة، قائلا على منصته "تروث سوشيال": "ما لا يدركه فلاديمير بوتين أنه لولا أنا، لكانت أشياء كثيرة سيئة حدثت لروسيا، وأعني سيئة حقا"، رأى الكرملين أن ترامب غير مطلع بما يكفي على كل التفاصيل المتعلقة بالمواجهات الروسية الأوكرانية، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن روسيا ماضية في إعداد مذكرة شروطها لمحادثات السلام، فيما اتهم وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف حلف "الناتو" بقيادة الولايات المتحدة، بأنه يستغل الأزمة الأوكرانية لتعزيز وجوده في أنحاء شرق أوروبا ومنطقة البلطيق، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من توسع "الناتو" شرقاً.
من جانبه، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التوسع في صناعة بلاده للأسلحة للتصدي للغزو الروسي الشامل، قائلا إن روسيا لا بد أن تشعر أن كل جرم ارتكبته ضد أوكرانيا سيتم الرد عليه، كاشفا أن حكومته تستعد لاتفاقات استثمار مع الشركاء الأوروبيين لنقل المزيد من الإنتاج العسكري إلى أوكرانيا، مع التركيز على الأسلحة غير المأهولة وطويلة المدى، كما تعهدت ألمانيا مساعدة أوكرانيا في شراء صواريخ بعيدة المدى، وذلك بهدف إنتاجها بشكل مشترك، وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عقب لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين، أنه من المنتظر أن تجري الحكومتان الألمانية والأوكرانية مشاورات مشتركة خلال العام الجاري، قائلا إن الحرب قربت بشكل أكبر بين حكومتي البلدين والمجتمعين الألماني والأوكراني. في غضون ذلك، كرر الفاتيكان عرضه لاستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، وكرر وزير الخارجية بيترو بارولين عرض البابا ليو الرابع عشر لعقد اجتماعات في "مكان محايد ومحمى"، وفي الوقت نفسه، أفاد تقرير لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" بأن الكاردينال بارولين أوضح أن الفاتيكان لا يرى نفسه بالضرورة وسيطا في المحادثات، وأن أي وساطة يجب أن يطلبها الطرفان، مشيرا إلى أنه تتم أيضا مناقشة مواقع أخرى لاستضافة المحادثات.