الشرع مستقبلاً توماس باراك. (سانا)
التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اليوم الخميس المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك في قصر الشعب في العاصمة دمشق.
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تعتقد أن السلام بين سوريا وإسرائيل قابل للتحقيق"، مقترحاً أن يبدأ السعي إلى ذلك باتفاق على عدم الاعتداء وترسيم الحدود.
وذكر باراك أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وشدّد المبعوث الأميركي على أن "جهود الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو تصب في مصلحة الحكومة السورية الجديدة"، وقال: "أنقل لكم التزام ترامب وتضامنه معكم".
وأشار إلى أن ترامب اتّخذ قراراً جريئاً بشأن سوريا من دون شروط أو متطلّبات.
وأوضح أن "مهمّة قوّاتنا في سوريا هي القضاء على داعش"، متابعاً أن واشنطن ستعمل "على تشجيع التجارة في سوريا للتخلّص من آثار العقوبات".
ووصل المبعوث الأميركي إلى دمشق الخميس، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، في خطوة أعقبت فتح البلدين صفحة جديدة من العلاقات بعيد رفع العقوبات الاقتصادية.
وكان روبرت فورد آخر ديبلوماسي شغل منصب السفير الأميركي في دمشق، حين اندلع النزاع السوري منتصف مارس 2011. وبعد فرض بلاده أولى العقوبات على مسؤولين سوريين، أعلنته دمشق من بين الاشخاص "غير المرحب بهم"، ليغادر سوريا في أكتوبر من العام ذاته.
وأوردت وكالة "سانا" الخميس أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وباراك "افتتحا دار سكن" السفير الأميركي في دمشق.
وشاهد مصورو "فرانس برس" العلم الأميركي مرفوعاً داخل حرم منزل السفير الأميركي، الواقع على بعد مئات الأمتار من السفارة الاميركية في منطقة أبو رمانة، وسط اجراءات أمنية مشددة.
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا تعيين باراك الذي يشغل منصب السفير الأميركي لدى أنقرة، موفدا الى سوريا.
وقال ترامب وفق منشور لوزارة الخارجية، على منصة أكس "يدرك توم أن ثمة إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وأضاف "معاً، سنجعل الولايات المتحدة والعالم آمنين من جديد".
وجاء تعيين الموفد الأميركي بعيد لقاء ترامب الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في 14 مايو في الرياض، حيث أعلن رفع العقوبات التي فرضت على دمشق خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وسبق للشرع والشيباني أن التقيا باراك في نهاية الاسبوع في مدينة اسطنبول على هامش زيارة رسمية الى تركيا. وقال بيان عن الرئاسة السورية الأحد إن الاجتماع جاء "في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية" مع واشنطن.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خصوصا بعد فرض واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين بينهم الأسد.
ومطلع يوليو 2011، تحدى فورد، السفير الأميركي حينها، السلطات بزيارته مدينة حماة (وسط) التي كان الجيش قد حاصرها إثر تظاهرة ضخمة. وأمطره المتظاهرون بالورود الحمراء، ما أثار غضب دمشق التي اتهمت واشنطن بالتدخل في التحرك ضد السلطات ومحاولة تصعيد التوتر.
وسرعان ما عدّت الخارجية السورية فورد من بين عدد من السفراء الأجانب "غير المرحب" بهم، قبل أن يغادر سوريا "لأسباب أمنية" مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2011.
ومنذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، تحسّنت العلاقات تدريجا بين البلدين.
وكان وفد ديبلوماسي أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف زار دمشق، حيث التقى الشرع بعد أقل من اسبوعين على وصول قواته الى العاصمة السورية.
علم الولايات المتحدة يرفرف فوق مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق (أ ف ب)