كلوروفيل
في لحظة استراحة وانا استعرض مواقع التواصل الاجتماعي لأبحث عن آخر ما توصلت اليه خطوط الموضة، ولا يخفى على أحد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مثالا لجيل الشباب يحتذى به.
بين الصفvحات وجدت احدى المشاهير، وهي تشتكي وتتذمر من حرارة الجو، وقوة سطوع أشعة الشمس، وكان طرحها بشكل مبالغ وغير حضاري، وهو ما دفعني لأفتح وبسرعة حالة الطقس فوجدت الحرارة 41 درجة سيليزية، وعدت لأتابع الفيديو، والذي ظهر لي بالصدفة، وبعد موجة ردح دامت أكثر من دقيقتين، على نعمة الله.
أغلقت الموقع وقد جاءتني حالة لا أستطيع أن أصفها قمت من مكاني وتوضأت وصليت ركعتين شكر على نعمة الشمس وحرارتها، واستغفرت كثيرا لي ولها ولمثلنا الكثير.
أردت أن أكتب هذه المقالة، وأنا متيقنة أن تلك المشهورة لن تقرأها ، لكن غيرها سيقرأ، ويتعظ، ويتقي الله في بلدنا الحبيبة.
جاءني تساؤل: هل تعلم هذه المشهورة ان كانت كويتية، أو غير ذلك، أن الحرارة في مصيرها للارتفاع خلال الأشهر المقبلة، وانها ستبلغ 50 و60 درجة سيليزية خلال فصل الصيف، هل عاشت فصول الصيف المنصرمة معانا، أو هي حديثة العهد بجونا؟
ان أهل سبأ، بعد أن من الله عليهم بالسفر الآمن، والعيش المريح، والذي لا يحتاجون فيه إلى الماء أو الزاد لان المسافات قريبة والطرق مليئة بالمزارع، والخير الكثير، فقد ملوا من الراحة، ورغد العيش والأمان، وأرادوا الإحساس بالتعب والمشقة كغيرهم من الشعوب، فقد بلغت حماقتهم وطغيانهم بطلبهم "ربنا باعد بين أسفارنا" فقد جعلهم الله أحاديث متناقلة ممزقة عبر الأمم الى يوم الدين، وآثارهم موجودة إلى الآن عبرة لمن لا يعتبر.
ولا ننسى طلب بني إسرائيل البصل والثوم بدلا من المن والسلوى، وغيرهم الكثير ممن سخط الله عليهم وتبدلت نعمهم الى نقم (بكسر النون).
وانا أوجه كلامي إلى هذه المشهورة وغيرها ممن يتأفف من نعم الله: لا تسمموا أفكار الشباب، واحتفظوا بسخطكم هذا لأنفسكم، ولتعلموا أن الشمس نعمة من نعم الله الكبيرة علينا، فدولة الكويت تقع ضمن نطاق الحزام الحراري، وتبلغ ساعات السطوع في المتوسط أكثر من 200 ساعة في الشهر، بخلاف الدول الاوروبية، والتي تبلغ ساعات سطوعها 90 ساعة فقط في الشهر.
فنحن أغنى بالشمس من النفط، وذاهبين إلى الطاقة النظيفة لا محالة، لكن متى لا أحد يعلم.
لكن الجميع يعلم أنها نعمة عظيمة وجبت الحمد والشكر.
الكويت تملك طاقة الشمس، وطاقة الرياح، وهذه نعم لابد أن نوظفها ونستفيد منها، ولا نسخط ونتذمر، ولنعتبر من دول الغرب، التي استغلت هذه النعمة لصالحها، وطورت بلدانها، وتحسدنا على شمسنا، وحرارة جونا.
ولست في صدد سرد درس العلوم للصف الأول الابتدائي وفوائد الشمس التي تنشف الغسيل، وتقتل الحشرات، وتعقم التربة، وتنضج الثمار، وتمدنا بفيتامين "دال"... إلى آخر الفوائد الظاهرة والباطنة.
ولنستحضر قوله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم، ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور".
تحملوا الحرارة لوجه الله، ولا تسخطوا، لكن اصبروا وادعوا لأولي الأمر للانتفاع من هذه النعمة، وهذا الخير، واحمدوه كثيراً.
انها حرارة شمس وليست حرارة قنابل، ولا حمم بركانية، ولا التماسات كهربائية.
نهاية القول: فلنقل خيرا أو لنصمت.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا... واستحضر قول "ان كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيل النعم"، والى مستقبل أخضر مثمر مستدام ان شاء الله.
$ كاتبة كويتية - دكتوراة علم النبات