الأحد 01 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الطيب بوطيبان ... وداعاً
play icon
كل الآراء

الطيب بوطيبان ... وداعاً

Time
الخميس 29 مايو 2025
View
110
طارق ادريس
مساحة للوقت

هي الحياة عندما تفاجئك تخطف منك أحد أصدقائك المقرّبين، ولأنه القدر المحتوم الذي لن ينجو منه أحد أبداً، لكن تبقى الحياة، وذكريات الصداقة الحميمة هي عنوان الحب والوفاء، وتظل ذكرياتها راسخة لا تُنسى طالما الوفاء سجل هذه الصداقات، والذكريات الجميلة التي كانت سجلاً حافلاً سواء في الفريج، أوالعمل، وحتى بمراحل الحياة الدراسية.

لقد خطفت يدُ المنون بالأمس القريب صديقاً من المعدن النفيس، الذي لا يُقدّر بثمن، لأن طيبته وأخلاقه، ودماثته وابتسامته، لن تفارق ذاكرتي.

ابتسامته حاضرة باستقبالك، صباحاً وظهراً، وعصراً ومساءً، وفي أحلك الظروف، خلال العمل وخارج أوقات العمل، سيبقى صديقي "بوخليفة" جاسم خليفة البطي بوطيبان، رحمه الله وأحسن مثواه، عنوان الصداقة المخلصة التي جمعتنا في ردهات، ومكاتب العمل في وزارة الشؤون، وتحديداً بمركز "شباب الدعية"، من يناير عام 1975 وحتى يوليو عام 1976.

نعم، هذا الزمن القصير بمدته، يبقى عبر كل هذه السنوات ارتباطاً روحياً ومعنوياً، وصداقة قوية طيبة، لم يفصلها إلا خبر وفاته، الذي يجعلني أشعر بالألم لافتقاد رجل من خيرة الناس، الذين عملت معهم بكل أريحية، وتعاون ملموس، لإنجاح كل المهمات التي كانت تتطلب منا مواكبة العمل الفني والثقافي والرياضي والإداري، لأن طبيعة عملنا كانت مع عنصر الشباب، آنذاك، ولأننا كنا متقاربين بالعمر والفكر والروح والتفاني بالعمل، كنا توأماً بالإنجاز والدقة.

وكان رحمه الله، وأحسن مثواه دقيقاً بالعمل، لأنه خريج ثانوية تجارية، وحريصاً بالأرقام والمحاسبة.

وأجمل الذكريات معه عندما يذهب بنفسه إلى الوزارة ويتسلّم مخصصاتنا المالية، سواء كان الراتب أو المكافآت المادية أثناء الأنشطة الصيفية والمهرجانات، والمناسبات الاجتماعية والوطنية، وغيرها من تلك الأعمال، وكان رحمه الله يطلق على تلك المكافآت مسمى "بندبقشة اليقط"، بطريقته وابتسامته المرحة.

رحمه الله تعالى وأحسن مثواه في جنان النعيم، وغفر الله له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر، رحمه الله صديق كل الأصدقاء الذين عملوا معه، والذين زاملوه بالدراسة، وبمنطقة الدعية، وكل من عرف هذا الصديق الغالي بمعدنه وإنسانيته، وبروحه المرحة والمقرّبة لكل من عرف أخونا المغفور له جاسم البطي بوطيبان رحمه الله برحمته الواسعة.

فاللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونوّر له ظلمة القبر، واغسله بالماء البارد والثلج والبرد، اللهم آمين، وصبّر أهله وأسرته ومحبيه على فراقه رحمه الله وأحسن مثواه... "إنا لله وإنا إليه راجعون"، والحمد لله.

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار