مسقط وطهران تتعهدان السعي لضمان أمن المنطقة وترفضان التهجير وتؤكدان ضرورة إيقاف الإبادة في غزة
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصحة ما أوردته تقارير إعلامية أميركية بأنه حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من اتخاذ أي إجراء يعطل المحادثات الأميركية - الإيرانية، كشف موقع "أكسيوس" أمس، أنّ قادة السعودية وقطر والإمارات حضوا الرئيس ترامب خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، على الامتناع عن مهاجمة إيران، داعين بدلاً من ذلك إلى مواصلة الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي، ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة القول إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، أبلغوا ترامب بقلقهم من مهاجمة إيران ودعمهم التوصل إلى حل ديبلوماسي.
وبعد ساعات من تأكيد ترامب ليل أول من أمس، أنه حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية من إصدار أمر بشن ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، قائلا إنه يعتقد أن الأزمة النووية الإيرانية يمكن حلها من خلال "وثيقة جيدة جدا يمكن توقيعها خلال الأسبوعين المقبلين"، أكد "أكسيوس" أن السعوديين والإماراتيين أصبحو أقل قلقاً بشأن النشاط الإقليمي لإيران مما كانوا عليه خلال محادثاتهم مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بشأن اتفاق عام 2015 النووي، والذي عارضوه جزئياً لعدم استشارتهم مسبقاً، مشيراً إلى أن أولويتهم تتركز حالياً في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتركيز على النمو الاقتصادي، بينما أكد مسؤول أميركي سابق أن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران ولقاءه بالمرشد علي خامنئي، جاءت في سياق مساع سعودية لتأكيد رفض المملكة للخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وتفضيلها الحلول الديبلوماسية.
في غضون ذلك، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التأكيد أن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي "على الإطلاق" وإنما الاستفادة من التخصيب في مجالات الطب والطاقة والاقتصاد، معربا في حديث خاص لوكالة الأنباء العمانية وتلفزيون سلطنة عمان في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها إلى سلطنة عمان واستمرت يومين، عن امتنانه العميق للسلطان هيثم بن طارق لدوره في دعم جهود السلام في المنطقة وما يبذله من جهود قيمة في التوسط بين إيران والولايات المتحدة، بهدف تحقيق اتفاق عادل يحظى باحترام الاطراف المعنية ويلبي تطلعاتها، قائلا إن زيارته لسلطنة عمان استعرضت أوجه التعاون المشتركة ومستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن سياسة بلاده مبنية على إقامة العلاقات المتينة والتعاون مع مختلف دول الجوار.
على صعيد متصل، أكدت سلطنة عمان وإيران ضرورة الإيقاف الكامل والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ورفع الظلم عن السكان وإيقاف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال الإسرائيلية، وشددتا في بيان مشترك في ختام زيارة بزشكيان لمسقط، على رفضهما القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير السكان والتنكيل بهم، ودعتا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تقديم المساعدات الإغاثية والمواد الإنسانية للسكان العزل في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أهمية مضاعفة الجهود وبذل المساعي لضمان استمرار الأمن في المنطقة والعالم والتنسيق والتشاور في المحافل الإقليمية والدولية بشأن القضايا التي تعزز الأمن والاستقرار، وقال إن القائدين أكدا عمق العلاقات التاريخية المتجذرة بين سلطنة عمان وإيران وعلى الروابط التي تجمع الشعبين المبنية على الاحترام المتبادل ومبادئ الدين وحسن الجوار، واستعرضا آفاق التعاون المشترك مع التركيز على المجالات الاقتصادية والاستثمارية وفتح مجالات جديدة للشراكة وتعزيز نتائج أعمال اللجان المشتركة، مشيدين بأهمية دور القطاع الخاص في تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأعرب سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق عن أمله في أن تسفر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني عن التوافق المرجو، وإبرام اتفاق بين الجانبين يلبي الأهداف المشتركة في تعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، بينما عبر الرئيس الإيراني عن تقدير بلاده البالغ للدور البناء الذي تقوم به سلطنة عمان في إطار المحادثات الجارية وغير المباشرة بين الجانبين الإيراني والأميركي.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السلطات الأمنية اعتقلت عددا من الناشطين على خلفية إضراب سائقي الشاحنات الذي يعم مدنا إيرانية عدة في جميع أنحاء البلاد.