أرباح فصلية تاريخية للقطاع المصرفي السعودي

تشير التوقعات إلى أن البنوك السعودية ستواصل تحقيق أرباح قوية خلال الفترة القادمة من عام 2025، مع احتمالية تسجيل مستويات تاريخية جديدة، وذلك استنادًا إلى الأداء الفصلي القوي في بداية العام والعوامل الاقتصادية الداعمة.

وخلال الربع الأول من عام 2025، سجلت البنوك السعودية أرباحًا مجمعة بلغت 22.3 مليار ريال، محققة نموًا سنويًا بنسبة 18.6%، وهو أعلى مستوى أرباح فصلية منذ أكثر من عقدين. جاء هذا الأداء مدعومًا بنمو صافي دخل العمولات وتراجع المخصصات، رغم تباطؤ نمو الودائع .

وتتوقع وكالة "فيتش" أن يتراوح نمو الإقراض في البنوك السعودية بين 12% و14% خلال العام الحالي، مدفوعًا بأداء قطاعي المؤسسات والشركات. كما تشير التوقعات ايضا إلى أن البنوك ستستمر في الاعتماد على التمويل غير الودائعي لتلبية الطلب المتزايد على القروض، خاصة في ظل التوسع في المشاريع العملاقة والرهن العقاري .

ومن اهم العوامل الداعمة للنمو في المملكة:

● المشاريع العملاقة: تسارع وتيرة الأعمال في المشاريع الكبرى ضمن رؤية المملكة 2030 يعزز من طلب التمويل، مما يساهم في زيادة أرباح البنوك .

● انخفاض المخصصات: تراجع المخصصات إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ست سنوات يدعم صافي الأرباح .

● تحسن هوامش الربح: انخفاض أسعار الفائدة ساهم في تعزيز هوامش الربح الصافية للبنوك، مما يدعم الأداء المالي .

ورغم التوقعات الإيجابية، تواجه البنوك السعودية تحديات مثل تباطؤ نمو الودائع مقارنة بالإقراض، مما قد يضغط على السيولة ويزيد من الاعتماد على التمويل الخارجي. كما أن ارتفاع تكلفة الأموال قد يؤثر على ربحية بعض البنوك، خاصة تلك التي تقدم عوائد تنافسية لجذب الودائع .

وبناءً على الأداء القوي في الربع الأول والعوامل الاقتصادية الداعمة، من المتوقع أن تحقق البنوك السعودية أرباحًا تاريخية خلال عام 2025. ومع ذلك، تجب مراقبة التحديات المحتملة مثل ضغط السيولة وتكلفة الأموال لضمان استدامة هذا النمو.

خبير اقتصادي ومحلل الأسواق المالية