مختصر مفيد
حين كان نيلسون مانديلا يدرس الحقوق في الجامعة كان أحد أساتذته واسمه بيتر، يكرهه بشدة.
وفي أحد الأيام كان الأستاذ بيتر يتناول طعام الغداء في مقصف الجامعة، فاقترب منه مانديلا حاملاً طعامه وجلس بقربه.
قال له الأستاذ:" يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسان معاً ليأكلا الطعام"!
نظر إليه مانديلا، وأجابه بكل هدوء: "لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك"! ثم ذهب وجلس الى طاولة أخرى.
لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الانتقام منه، وفي اليوم التالي طرح الأستاذ بيتر في الصف سؤالاً على مانديلا: "سيد مانديلا إذا كنت تمشي في الطريق ووجدت صندوقاً وبداخل هذا الصندوق كيسان، الأول فيه المال والثاني فيه الحكمة...فأي الكيسين تختار؟"
- من دون تردد أجابه مانديلا: " طبعاً سآخذ كيس المال".
- ابتسم الأستاذ، وقال ساخراً منه: "لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة".
بكل برود أجابه مانديلا: " كل إنسان يأخذ ما ينقصه " !
في هذه الأثناء استشاط الأستاذ بيتر غضباً وحقداً لدرجة أنه كتب على ورقة الامتحان الخاصة بمانديلا "غبي" وأعطاها له!
أخذ مانديلا ورقة الامتحان،وحاول أن يبقى هادئاً جالساً إلى طاولته، وبعد بضع دقائق وقف مانديلا واتجه نحو الأستاذ وقال له بنبرةٍ مهذبة: "أستاذ بيتر لقد أمضيت على الورقة باسمك، لكنك لم تضع لي علامة!"
أود أن أضيف بعض السطور، فقد عمل ديبلوماسي مع سفير مهذب لايجرح المشاعر، فبذل هذا الديبلوماسي أقصى جهده بهمةٍ ونشاط، فـحصل على ترقيات وظيفية، فكان كالنظام الرأسمالي إذا ترك الأفراد يعملون دون ضغط فسيُبدعون.
ثم عمل مع سفير آخر يشك بالنوايا، وعمل مع ثالث غليظ الطبع يجرح مشاعر وكرامة الموظف، حتى لقد اشتكى منه كثيرون في السنوات اللاحقة، فلم يستطع هذا الموظف أن يتحمل القسوة والإهانات، فطلب من حكومته نقله من مكان عمله، فلما نقلته مع خصم نصف المعاش شعر براحة كبيرة للغاية، وان يفتح القفص ويستنشق هواء الحرية، حراً يملك نفسه، ثم تغير وضعه الاجتماعي والثقافي الى أفضل مما كان عليه، لكنه، وبعد مرورأكثر من 30 عاماً، مازال يتساءل: كيف سمح لهذا الشخص ان يجرح كرامته ؟
على أية حال، لاشك ان الظروف الصعبة تصنع الرجال، نخرج من تجربة بالحياة الى تجربة أخرى، لدرجة أني أتمنى لوعقلي الآن كان لديّ يوم عمري 25 عاما سنة 1975، لكنت عالجت أمور الحياة، آنذاك، بشكل أفضل، ومن دون شك كنت سأعالجها بشكل أفضل وعمري 35 أو 45 سنة، لكنها الحياة فلابد من مرورالزمن حتى تصقلنا الحياة، وتهذب مشاعرنا، والرجل كلما صقلته التجارب عبر السنين كلما أزال الصدأ عن نفسه وأصبح بريقه لامعـــا، لكن إياك أن تسمح لأحد ان يجرح مشاعرك، فجرح المشاعر يبقى سنوات طوالا ألما في القلب لايـندمل، والغريب ان الجاني لايعتذر، أقول هذا الكلام وليفهم القارئ الكريم ما أقصد.
وإليكم بعض فنون الرد على من يستهزئ بك:
ركبت سيدة " سمينة " الباص، فصاح أحد الراكبين متهكما: لم أعلم ان هذه السيارة مخصصة للفيلة !
فــردت عليه السيدة بـهدوء: لا ياسيدي، هذه السيارة كسفينة نوح، تركبها الفيلة والحميرأيضا.
وأراد رجل احراج المتنبي فقال له: رأيتك من بعيد فظننتك امرأة.
فقال المتنبي: وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلا.
قيل إن أفضل مقياس لحسن أدبك هو مقدار تحملك لوقاحة غيرك.
[email protected]