الله وليس الناس الضَّارُّ النَّافِعُ

حوارات

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة 51).

يدرك الإنسان المسلم العاقل أنه تحت مشيئة الله، وأنّ قدره وأجله به ومنه، وعندما تترسّخ هذه القناعة في عقله وقلبه تمام الترسّخ، وتثبت بالذّات في وجدانه، فسوف يؤدّي ذلك إلى تغيير حياته الى الأفضل.

ومن بعض نتائج القناعة أنّ الضرّ والنّفع هي من صفات الله تعالى، وأنّ الناس لا يضرّون ولا ينفعون إلاّ بمشيئته عزّ شأنه، نذكر منها ما يلي:

-الاستغناء عن الناس: يشعر، من يدرك أنّ الله عزّ شأنه هو فقط الضّار والنّافع، بضرورة الاستغناء عن الناس، ومن يستغني عنهم، ويوجّه أغلب جهوده، الفكرية والنفسية والبدنية، إلى طاعة المولى عزّ وجلّ، لا بدّ أن يحقّق الاكتفاء الذّاتي في كل جوانب حياته الدنيويّة، ومن يعلم تمام العلم أنّ المولى القدير العزيز المسيطر هو من يجب عليه كسب رضاه، لن يبالي كثيراً بكسب رضا الناس على حساب رضا ربّه، عزّ شأنه. الاعتزاز بالنَّفس: يدرك العاقل أنّ من صفات ربّ العزّة هي الضرّ والنّفع، فيمتنع عن إذلال نفسه للخلق لأي سبب من الأسباب، ويوجّه طاقاته وجهوده الى كسب رضا ربّه عنه في السرّ وفي العلن، ويرتفع قدره عند نفسه بسبب تخلّصه من كل أنواع العبودية لبني البشر، بسبب إخلاصه للعبودية لخالق الخلق.

-الشجاعة: ينشأ في قلب من يؤمن بصدق أنّ الضرّ والنّفع يأتي فقط من الله، عزّ وجلّ، شجاعة نفسية، وفكرية، وأخلاقيّة تظهر علاماتها عليه، ومن لا يخشى سوى من يستحقّ الخشية، لا يخاف من الإنس والجنّ لإدراكه أنّ قدره ونصيبه في الحياة الدنيا مرتبط فقط بمشيئة المولى عزّ شأنه، وليس بمشيئة الناس. -الطمأنينة من الله ومعه: تستقرّ نفس الانسان، وتسكن، وتطمئنّ بمقدار قربه من الله عزّ وجلّ، وليس بسبب قربه من الناس، فالغالب على كل شيء هو الله، ومن يرزق السكينة هو الله، ومن تستقرّ بقربه النفس البشرية هو الله، ومن يزيل سخائم القلب هو الله تعالى.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@