طهران: المحادثات تتقدم... و"الوكالة الدولية" تتهمها بتسريع التخصيب
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مؤكدا أن هذا الخيار سيكون أمرا رائعا من دون اللجوء لقصف جميع أنحاء الشرق الأوسط بالقنابل، قائلا "أعتقد أن لدينا فرصة للتوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب"، مضيفا "سيكون أمرا رائعا لو تمكنا من التوصل إلى اتفاق دون قصف جميع أنحاء الشرق الأوسط بالقنابل. سيكون ذلك أمرا جيدا للغاية. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. نريدهم آمنين"، متابعا أنه يريد أن تكون للإيرانيين "دولة ناجحة جدا فلتكن دولة عظيمة. لكن لا يمكننا السماح لهم بامتلاك سلاح نووي الأمر بسيط للغاية".
من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سلامي أن هناك بعض التقدم في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، قائلا إن "تصفير التخصيب حديث وكلام ينطبق بالأغلب على المجتمع الصهيوني"، مضيفا أن بلاده تمتلك محطة للطاقة النووية بقدرة 1000 ميغاواط في بوشهر أنتجت 7.3 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء في العام الماضي وحده، متابعا أنه وبحلول نهاية الخطة التنموية السابعة، ستصل قدرة محطة الطاقة النووية إلى 3000 ميغاواط، وأنه تم إعداد الأرض لبناء محطتين للطاقة النووية في جنوب وشمال البلاد، لافتا إلى أن ما يتصدر خطط المنظمة وثيقة ستراتيجية مدتها 20 عاما، حيث من المقرر إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، مشيرا إلى أن المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المنتجة محليا تضاهي الموجودة في مختلف دول العالم، وتستخدم في علاج وتشخيص معظم الأمراض.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن السلاح الذري غير مقبول، وكشف الشروط الواجب استيفاؤها للتوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، مؤكدا ضرورة إلغاء جميع العقوبات وضمان الحقوق النووية لبلاده بما في ذلك التخصيب، قائلا إن واشنطن لا تستطيع أن تحرم الشعب الإيراني والأجيال القادمة من حقوقها بسبب مجرد مخاوفها، معتبرا امتلاك الطاقة النووية السلمية حق إيران الطبیعي، قائلا إن هناك محورا واحدا في تعامل طهران مع قضية تخصيب اليورانيوم وهو رفض الهيمنة الأجنبية، مجددا موقف إيران الواضح في المفاوضات النووية مع واشنطن.
في غضون ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة القريبة من مستوى 90 في المئة المطلوب للاستخدام العسكري، مشيرة في تقرير سري عمم للدول الأعضاء إلى أن المخزون بلغ 408.6 كلغ في 17 مايو بزيادة 133.8 كلغ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بزيادة بمقدار 92 كلغ خلال الفترة السابقة، معتبرة الزيادة الكبيرة في إنتاج وتخزين إيران اليورانيوم العالي التخصيب، تثير مخاوف كبرى، مضيفة أن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة، منددة بتعاون إيران "الأقل من مرض" بشأن برنامجها النووي.
وبينما جاء في التقرير أن "إيران في مرات عدة إما لم تجب أو لم تقدم إجابات ذات مصداقية من الناحية الفنية على أسئلة الوكالة ونظفت مواقع، ما أعاق أنشطة التحقيق للوكالة في ثلاثة مواقع تشتبه بأنها شهدت أنشطة نووية غير معلنة، هي لاويسان شيان وورامين وتورقوز آباد"، قال ديبلوماسيون إن القوى الغربية تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الفصلي المقبل لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، وهي خطوة من المرجح أن تثير غضب طهران، وتعقد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران الهادفة إلى فرض قيود جديدة على برنامج طهران النووي.
من جانبها، زعمت دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهر أن البرنامج النووي الإيراني ليس سلميا وأن طهران لا تزال عازمة على استكمال برنامجها للأسلحة النووية، وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف إيران، مضيفا أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه لا يوجد إلا في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني على الإطلاق.