مساحة للوقت
لقد أحيا مركز جابر الأحمد ليلة كويتية خالصة بحضور جماهيري، وعشاق الفن الكويتي الأصيل، ولقد أحسن القيمون على تلك الأمسية بتسميتها "أمسية روح الكويت".
واللافت للنظر أن تلك الأمسية الرائعة فنيا وإداريا، اختارت "ملحمة" تغنت بمأساة مرت على تاريخ الكويت في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي ما يطلق عليها بالكويت "سنة الطاعون" التي فتكت بالأطفال والعجائز، وكبار السن الذين كانوا يعيشون تلك الحقبة.
وقد نجا من ذلك المرض الفتاك رجال كانوا وقتها في عرض البحر لطلب الرزق، فنجوا من كارثة مرض الطاعون بسبب دخولهم البحر للغوص على اللؤلؤ.
إلى هنا ونحن ننتظر"روح الكويت" التي تجلت بإخراج تلك الأمسية الفنية الرائعة غير أن حقبة "سنة الطاعون"، سجلت وقفة وطنية رائعة إذ لم يخطر على بال أهل الكويت نسيان من استشهدوا بذلك الوباء القاتل، وكذلك القيمون على الأمسية جسدوا ملحمة تاريخية، وفنية رائعة لتلك الحقبة في هذا الزمن الذي، وللأسف، يقال اليوم إن العلامة البارزة لسنة الغزو، قد تلاشت لأن "مكتب الشهيد" الرمز الوطني، أصبح في عتاد النسيان "بلا شهداء" وصار طي النسيان، لا ذكر له اليوم بعد 35 سنة على صدور مرسوم إنشائه وتبعيته مباشرة للديوان الأميري.
فما حقيقة ذلك القرار.
إن تاريخ شهداء الكويت لن يزور ولن يمحى من شهداء "معركة الرقّة" دفاعا عن شرف الكويت، متمثلا بفزعة ونخوة شهداء "إخوان مريم"، وكل معارك ذلك التاريخ التي جسدها سجل تاريخ الكويت التليد، ومنها شهداء "معركة الجهراء" المجيدة، وما يحفظه لنا التاريخ من سجل شهداء معارك العروبة في حزيران عام 1967، وأكتوبر عام 1973، وشهداء معركة الجولان عام 1973، وحتى شهداء حقبة الغزو عام 1990 من شهداء الجيش والحرس الوطني، ورجال الداخلية والإطفاء، وشهداء وشهيدات المقاومة والشهداء الأسرى الذين لا يزال بعضهم في عداد المفقودين حتى هذه اللحظة.
فاليوم، هل نمسح ذكرى شهداء الكويت من سجلات التاريخ والسبب "إغلاق ملف مكتب الشهيد".
إن الرموز الوطنية ستبقى شاهدة على تاريخ الكويت وشهدائها الأبرار من معركة الرقة، وحتى معركة التحرير والتاريخ، لن ينساهم لأنهم محتضنون في ثرى الكويت الطاهر، الذي دافعوا عنه بالغالي والنفيس، والكويت وطن الإنسانية، فكيف ينسى الكويتيون إنسانيتهم، وينسون شهداءهم الأشراف الأبرار.
اللهم لا اعتراض...اللهم لا اعتراض... اللهم لا اعتراض.
كاتب كويتي
[email protected]