حوارات
"لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (آل عمران 92).
أعتقد شخصياً، بل أومِن تماماً، أنّ أفضل مال الانسان هو ما يَكْسِب عن طريقه الحمد، والثناء في الدنيا، وما يُكْسِبُه ثواب الله عزّ وجلّ في الآخرة.
ومن بعض أمثلة استعمال المال في ما هو خير في الدنيا والآخرة، نذكر ما يلي:
مساعدة ذُو القُرْبَى: أفضل المال هو الذي يدفعه المسلم أولاً لخاصّة أهله، وثانياً لذوي القربى المحتاجين، فبالإضافة الى كون مساعدة الأقرباء المحتاجين صدقة، كذلك دليل ملموس على صلة الرّحم، ولا خير في مال زائد عن الحاجة لا يمنحه المرء طوعاً لأهله ولأقربائه، لا سيما من هو مُعْسِرٌ منهم.
-الزكاة والصدقة: يخرج الانسان زكاة ماله وأملاكه، لأنّ هذا الأمر واجب ديني، لكنه يتصدّق بسبب رغبته في اكتساب أجر الآخرة، وفي كلا الحالتين، فأفضل المال هو ما يُصرف في حقّ، وليس هناك أوجب من الزكاة، وأكثر جلبًا للبركة من الصدقة.
-مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين: يكسب الانسان حمد وشكر وثناء الفقراء والمساكين، عندما يعطيهم من ماله الحلال، وسواء كانت هذه الصدقات سراً أو علناً، فهي في كل الأحوال تجلب للمرء شعوراً إيجابياً استثنائياً بأنه حقّق شيئاً ذا قيمة أخلاقية عالية، بسبب ما فعله من عمل الخير، ومن يدرك أنّ للفقراء وللمساكين حقّا في ماله ويتصدّق عليهم تزين أحواله الباطنة والظاهرة، والله عزّ وجلّ أعلم.
-المروءة وكرم اليد: يقع كرم اليد في أعلى قائمة آداب المروءة، ومن يسعى لاكتساب المروءة ما عليه سوى ممارسة الكرم والسّخاء والإحسان، وإكرام الضيف، وصنع المعروف قدر استطاعته، ومن يعوّد نفسه على المروءة لا بدّ أن يتّصف ويعرف بها، فطوبى لصاحب المال والمروءة. الاستثمار في الآخرة: طوبى لصاحب المال الذي يستثمر الجزء الأكبر من ماله لآخرته، ومن يتحرّى الرّزق الحلال يستثمر في الآخرة، ومن يزكّي ماله يستثمر في الآخرة، ومن يحرص على الخبيئة (أعمال خير أو عبادة خفيّة)، يستثمر ماله في آخرته.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@