كان يمكن ان تمر اعترافات القاضي وائل عبداللطيف لو لم تكن في ظرف استثنائي، يقول إن"هناك عوائل عراقية لا ترضى الهجوم على الكويت، وهي في البصرة وبغداد ومناطق اخرى".
لعل ما يفرحنا، ككويتيين، أن هذا الاعتراف يخرج من فم رحل دأب على شن حملات ظالمة، وغير مؤكدة، ولا موثقة في سجلات التاريخ، ولا سجلات الحكومية الرسمية.
وائل عبداللطيف قاض سابق في عهد الديكتاتور صدام حسين، ثم قفز الى عضو في مجلس الحكم الانتقالي، بعد زوال النظام البعثي، وكانت له فرصة لزيارة الكويت، بصفته عضوا في مجلس الحكم.
عبداللطيف بصفته كقاض ملزم ان ينطق بالحق، إن كان عليه او ضده، لكن تجاوزاته ومغالطاته، وتزوير التاريخ عنده رواية لا تنتهي فصولاً، فلا يزال، وبمناسبة موسم انتخابي مقبل، لا يتوانى عن تحميل الكويت كل ما حاق بالعراق في العهد الصدامي البائد.
الثنائي وائل عبداللطيف وعامر عبدالجبار لا حديث لهما في كل العراق، ولا طعام يأكولانه، او حديثهما مع الاخرين غير الحديث عن الكويت، وأنها جزء من ارض العراق.
القاضي الذي كان يجلس خلف منصة القضاء، ويحكم وفقاً لما يرضي الله بقوله تعالى: "واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل"، فأي عدل ان تهضم حقوق دولة وشعب وحكم؟
لكن ان تدافع عن بلدك وتتحامل على بلد جار، فهل تظن أن احداً لن يغالطك؟ عندما تفتري على الاخرين فانت تخليت عن ضمير القاضي النزيه، وعن مقعد القضاة.
اقول للسيد القاضي: الكويت لم تكن قرية، ولا كانت حدودها كما تزعم المطلاع.
ثم يا اخي ماذا يعيب اذا كانت حدودها المطلاع، او كانت قرية، واي بلاد لم تكن نشأتها قرية؟
اقول: اذا خاطبك الجاهلون(...)، سيادة القاضي تجاهلت المنطقة المحايدة، التي كانت تفصل الكويت عن العراق، وهذه المنطقة ازيلت، وتم تقسيمها بين الدولتين (الكويت والعراق) بعد اعلان استقلال الكويت.
قيل في الامثال قل الحق او اصمت، وانت تقول هناك عوائل عراقية، لا ترضى التحامل عليها، اقول ذلك ليس غريباً على بلدين تربطهما الكثير من العلاقات، لعل وحدة الدم احداها، وبالمناسبة، المغدورة عقيلة الهاشمي، لا شك تعرفها، فهي كانت من اعضاء مجلس الحكم، اعترفت في لقاء مع صحيفة كويتية ان علاقات اهل تربطها بعوائل كويتية، انها تزور اهلها في الكويت.
والمغدورة الهاشمي ليست الاولى، او الوحيدة، التي من اهل العراق تربطهم علاقات دم ونسابة واهل بعوائل كويتيين.
لا تظن أن التحامل على الكويت سيفتح لكم ابواب النجاح على مصراعيه في انتخابات نوفمبر المقبلة، فالحق حق، ولو غطيت الشمس بستار حديدي، فالناخبون العراقيون ليسوا من السذاجة حتى يصدقوا ترهاتكم، فللناس عقول تفكر وعيون ترى، سلام على العراق ممن يريد ان يصعد على اكتاف شعبه لنيل مغانم خاصة.
وسلام من القلب ومن الاخوة التي تربط البلدين، وسلام على الدماء التي سفكت على اسفلت شوارع بغداد والبصرة ومحافظات الجنوب والشمال.
عندما اشاهد على شاشة تلفزيون بغداد ايقونة الشاشة الكويتية، حياة الفهد، رغم اوجاعها تقف على خشبة المسرح وتتسلم جائزتها هذا ليس جائزة لها انما جائزة للكويت وجائزة لفناني الكويت، والفن الكويتي، ولاهلها الطيبين، فليخرس المتحاملون على الكويت.
صحافي كويتي
[email protected]